وكان يلقب بذي اللسانين، وكان حسن الشعر، دقيق النظر فيه. سمع الحديث من أبي بكر محمد بن عبد الله بن ريذة الضبي، وأبي ذر محمد بن إبراهيم الصالحاني، وأبي الفضل عبد الرحمن بن أحمد الرازي وطبقتهم. روى لنا عنه سبطه أبو الفتح محمد بن علي النطنزي بمرو، وأبو العباس أحمد بن المؤذن الأديب بأصبهان وجماعة. ذكره يحيى بن أبي عمرو بن مندة الحافظ في كتاب التاريخ لأصبهان وقال: كان أديباً فاضلاً بارعاً، يلقب بذي اللسانين. وكان من أهل السنة والجماعة، محباً لهم، أنفق عمره على التعلم والتعليم. ومات في المحرم سنة سبع وتسعين وأربعمئة. سكن سكة آذرويه بجويارة.
وسبطه أبو الفتح محمد بن علي بن إبراهيم النطنزي، أفضل من بخراسان والعراق باللغة والأدب والقيام بصنعة الشعر، قدم علينا مرو سنة إحدى وعشرين، وقرأت عليه طرفاً صالحاً من الأدب، واستفدت منه، واغترفت من بحره. ثم لقيته بهمذان، ثم قدم علينا بغداد غير مرة في مدة مقامي بها، وما لقيته إلا وكتبت عنه، واقتبست منه. سمع بأصبهان أبا سعيد المطرز، وأبا علي الحداد، وغانم بن أبي نصر البرجي. وببغداد أبا القاسم بن بيان الرزاز، وأبا علي بن نبهان الكاتب وطبقتهم. سمعت منه أجزاء بمرو من الحديث. وكانت ولادته وثمانين وأربعمئة بأصبهان. أنشدني أبو الفتح النطنزي لنفسه وكتب لي بخطه:
إن تراني عريت بعد رياش … فجمال السيوف حين تشام
واختصار الخصور في البيض تم … وكذا صحة الجفون السقام