وسعيد بن زيد بن درهم. روى عنه أبو الوليد الأزرقي، ومحمد بن إسماعيل البخاري، وأبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان وغيرهم. وكان مولده سنة أربعين ومئة في صفر، ومات سنة أربع وعشرين ومئتين. ذكره أبو حاتم الرازي فقال: سليمان بن حرب إمام من الأئمة، كان لا يدلس، ويتكلم في الرجال، وفي الفقه، وليس بدون عفان، ولعله أكبر منه، وقد ظهر من حديثه نحو من عشرة آلاف حديث، ما رأيت في يده كتاباً قط، وهو أحب إلي من أبي سلمة التبوذكي في حماد بن سلمة وفي كل شيء. ولقد حضرت مجلس سليمان بن حرب ببغداد، فحزروا من حضر مجلسه أربعين ألف رجل، وكان مجلسه عند قصر المأمون، فبني له شبه منبر، فصعد سليمان، وحضر حوله جماعة من القواد عليهم السواد، والمأمون فوق قصره قد فتح باب القصر، وقد أرسل ستر شف، وهو خلفه يكتب ما يملي، فسئل أول شيء حديث حوشب بن عقيل، ولعله قد قال: حدثنا حوشب بن عقيل أكثر من عشر مرات، وهم يقولون: لا نسمع، فقام مستمل ومستمليان وثلاثة كل يليه كل ذلك يقولون: لا نسمع. حتى قالوا: ليس الرأي إلا أن يحضر هارون المستملي، فذهب جماعة فأحضروه، فلما حضر قال: من ذكرت؟ فإذا صوته خلاف الرعد، فسكتوا، وقعد المستملون كلهم، واستملى هارون، وكان لا يسأل عن حديث إلا حدث من