للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولم يكن لأحد من خلفاء بني أمية وزير، وأول من استوزر أبو سلمة الخلال. وهجا إبراهيم بن عثمان الغزي بعض الوزراء، فقال فيما أنشدنا أبو الفتح مسعود بن محمد المسعودي إملاء من حفظه، أنشدني الغزي لنفسه:

من آلة الدست لم يعط الوزير سوى … تحريك لحيته في حال إيماء

إن الوزير بلا وزر يشد به … مثل العروض له بحر بلا ماء

واشتهر جماعة من المحدثين بهذا الاسم إما لأنهم استوزروا لبعض الملوك أو في آبائهم أحد. فمنهم أبو الفضل جعفر بن الفضل بن جعفر بن محمد بن الفرات، الوزير المعروف بابن حنزابة البغدادي، أحد الحفاظ كان كثير السماع، حسن العقل، ذا رأي وشهامة وله أنعام في حق أهل العلم، نزل مصر، وتقلد الوزارة لأميرها كافور، وكان أبوه وزير المقتدر بالله، وبلغني أنه كان يذكر سماعه عن أبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي مجلساً من أماليه، ولم يكن عنده وكان يقول: من جاءني به أغنيته، وكان يملي الحديث بمصر، وبسببه خرج أبو الحسن الدارقطني إلى مصر. وكانت ولادته في ذي الحجة سنة ثمان وثلاثمئة،

<<  <  ج: ص:  >  >>