للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رب ميت قد صار بالعلم حيا … ومبقى قد حاز جهلاً وغيا

فاقتنوا العلم كي تنالوا خلوداً … لا تعدوا الحياة في الجهل شيا

وكانت ولادته في شهر رمضان سنة اثنتين وثلاثمئة، ومات في المحرم سنة إحدى وتسعين وثلاثمئة.

ووالده أبو الحسن علي بن عيسى بن داود بن الجراح الوزير، كان وزير الخليفتين المقتدر بالله والقاهر بالله. سمع أحمد بن بديل الكوفي، والحسن بن محمد الزعفراني، وحميد بن الربيع، وعمر بن شبة. روى عنه ابنه عيسى، وسليمان بن أحمد الطبراني، والقاضي أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الله بن بجير الذهلي. وكان صدوقاً، ديناً، فاضلاً، عفيفاً في ولايته، محموداً في وزارته، كثير البر والمعروف وقراءة القرآن والصلاة والصيام، يحب أهل الخير ويكثر مجالستهم ومذاكرتهم، وأصله من الفرس، وكان داود جده من ديرقني، وكان من وجوه الكتاب، وكذلك أبوه عيسى، ولم يزل علي بن عيسى من حداثته معروفاً بالستر والصيانة، والصلاح والديانة، وعزل عن الوزارة وأخرج إلى مكة، ثم ردت الوزارة إليه، فأنشأ بعض الناس يقول فيه:

بحسبك أني لا أرى لك عائباً … سوى حاسد والحاسدون كثير

وأنك مثل الغيث أما سحابه … فمزن وأما ماؤه فطهور

وكانت ولادته في جمادى الآخرة سنة خمس وأربعين ومئتين،

<<  <  ج: ص:  >  >>