بن الكثري السباري ببخارا يقولان: سئل بعض الفضلاء عن بست ووصفها فقال: هي كتثنيتها يعني بستان، خرج منها جماعة من الأئمة والعلماء، منهم القاضي أبو محمد إسحاق بن إبراهيم البستي صاحب السنن، أدرك جماعة كثيرة من شيوخ البخاري ومسلم وأبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد بن حبان التميمي البستي، إمام عصره صنف تصانيف لم يسبق إلى مثلها، رحل فيما بين الشاش إلى الإسكندرية، وتلمذ في الفقه لأبي بكر بن خزيمة بنيسابور، وكتب بالبصرة عن أبي خليفة الجمحي، وبالشام عن محمد بن عبيد الله الكلاعي وعالم لا يحصون، سمع منه أبو عبد الله بن منده وأبو عبد الله بن البيع الحافظان وغيرهما، وذكره الحاكم أبو عبد الله فقال: أبو حاتم البستي القاضي كان من أوعية العلم في اللغة والفقه والحديث والوعظ وكان من عقلاء الرجال، صنف فخرج له من التصنيف في الحديث ما لم يسبق إليه، وولي القضاء بسمرقند وغيرها من المدن بخراسان. ثم ورد نيسابور سنة أربع وثلاثين وحضرناه يوم جمعة بعد الصلاة فلما سألناه الحديث نظر إلى الناس وأنا أصغرهم سناً فقال: استمل، فقلت: نعم، فاستمليت ثم أقام عندنا وخرج إلى القضاء إلى نسا أو غيرها، وانصرف إلينا سنة سبع وثلاثين فبنى الخانقاه في باب الرازيين وقرئ عليه جملة من مصنفاته،