ذاك الصبي؟ فقالوا: نعم، قال: والله لا أبرح من موضعي حتى أملي ها هنا، قال فصعد الدكة وجلس فرآه أصحاب الحديث فقاموا وتركوا ابن صاعد ثم قال: حدثنا أبو عبد الله أحمد بن حنبل الشيباني قبل أن يولد المحدثون، وحدثنا طالوت بن عباد قبل أن يولد المحدثون، حدثنا أبو نصر التمار قبل أن يولد المحدثون، فأملى ستة عشر حديثاً من ستة عشر شيخاً ما كان في الدنيا من يروي عنهم غيره. قال أبو الحسن الدارقطني: كان أبو القاسم بن منيع قلما يتكلم على الحديث فإذا تكلم كان كلامه كالمسمار في الساج.
وكانت ولادته سنة ثلاث عشرة ومائتين، ومات في ليلة عيد الفطر من سنة سبع عشرة وثلاثمائة، والقاضي أبو سعيد محمد بن علي بن أبي صالح البغوي الدباس من أهل البليدة، وكان عالماً فاضلاً عمر حتى حدث بالكثير، وكان آخر من روى في الدنيا جامع أبي عيسى الترمذي عالياً عن أبي محمد عبد الجبار بن محمد الجراحي عن المحبوبي عنه، وسمع أيضاً أبا صالح مسعود بن محمد بن أحمد البغوي والحاكم أبا الحسن علي بن أحمد الإستراباذي وطبقتهما، روى لي عنه جماعة كثيرة منهم ابنه أبو عمرو عثمان بن محمد بن علي البغوي ببغشور وأبو الفتح محمد بن عبد الله الشيرازي بنباذان، وأبو عبد الله أحمد بن ياسر المقري بالدزق السفلى، وأبو الفتح محمد بن أبي علي الحسن بن محمد البلدي ببنج ديه، وأبو الفتح محمد بن عبد الرحمن الحمدويي بمرو، وجماعة قريبة من عشرين نفساً؛ وكانت ولادته في حدود سنة