للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

معنى الكلام - والله أعلم -: إنّما الصبرُ [الكامل الّذي يوجبُ الأجرَ وينفي الوزرَ الصبرُ الأولُ، وأما المتأخرُ، فعلى أنه صبر] (١) معتبرٌ ومأجورٌ عليه لا ينفي (٢) وزرَ الجزع المتقدم إذا أفرط (٣) صاحبُه، والله أعلم، وفواتُ الصبر عند الصدمة الأولى من الطاعات الّتي لا تُقضى.

قلت: الظّاهر أن مراد المهلب: أنها لما اعتذرت للنبي - صلى الله عليه وسلم - عن قولها له (٤) أوَّلًا: "إليك عني؛ فإنك لم تصب بمصيبتي" بقولها (٥) ثانيًا: "لم أعرفك"، قَبِلَ عذرَها، واغتفرَ لها تلك الجفوةَ؛ لصدورها عنها في حال مصيبتها، وعدم معرفتها به، وأعلَمَها (٦) أن الصبر المعتدَّ به في نيل الثّواب العظيم هو الواقعُ عند الصدمة الأولى ليتقرر عندها، فتعمل فيما يُستقبلُ بمقتضاه، وليس المعنى أنه عَذَرها على عدم صبرها عند الصدمة الأولى، فلا (٧) يردّ على المهلب حينئذ شيء ممّا قاله ابن المنير، فتأمله.

* * *


(١) ما بين معكوفتين سقط من "ن" و"ع".
(٢) في "ع": "ومأجور عليه عند الصدمة الأولى، وغيره مأجور عليه، ولا ينفي".
(٣) في "ع": "فرط".
(٤) "له" ليست في "ن".
(٥) في "ن" و"ع": "وبقولها".
(٦) في "ع": واعلم.
(٧) في "ن": "الأولى، ليتقرر عندها فيعهد، فتعمل فيما يُستقبل بمقتضاه، وليس المعنى أنه عذرها على عدم صبرها عند الصدمة الأولى، فلا".
وفي "ج": "الأولى ليقدر عندها فنعمل ممّا سيق بل يستقبل بمقتضاه، وليس المعنى أنه عذرها على عدم صبرها عند الصدمة الأولى، فلا".

<<  <  ج: ص:  >  >>