(لو صبر): أي: صبرَه، فلو فيه مصدرية؛ مثل: {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ} [القلم: ٩].
باب: من سأل وهو قائمٌ عالمًا جالسًا (١٢٣) - حدثنا عثمان قال: أخبرنا جرير، عن منصور، عن أبي وائل، عن أبي موسى قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله! ما القتال في سبيل الله؟ فإن أحدنا يقاتل غضبًا، ويقاتل حميَّةً. فرفع إليه رأسه -قال: وما رفع إليه رأسه إلا أنه كان قائمًا- فقال: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله عز وجل". (باب: من سأل وهو قائم عالمًا جالسًا) قال ابن المنير: وموقع هذا من الفقه التنبيه على أن مثل هذا مستثنى من قوله: "من أحب أن يتمثَّل له الناس قيامًا، فليتبوأ مقعده من النار"، فنبه بالحديث الذي أورده من هذا الباب على أن هذه الهيئة مع سلامة النفس مشروعة.
باب: السؤال والفتيا عند رمي الجمار (١٢٤) - حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة، عن الزهري، عن عيسى ابن طلحة، عن عبد الله بن عمرو قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - عند الجمرة وهو يُسْأل، فقال رجل: يا رسول الله! نحرت قبل أن أرميَ. قال: "ارمِ ولا حرج". قال آخر: يا رسول الله! حلقت قبل أن أرميَ. قال: "انحر ولا حرج". فما سئل عن شيء قُدِّم ولا أُخِّر إلا قال: "افعل ولا حرج". (باب السؤال والفتيا عند رمي الجمار): قال ابن المنير: نبه بذلك على أن الكلام في حالة الرمي مع الآدميين جائز كالطواف، ولا كالصلاة، وكثير من العامة يعتقد أن الكلام في أثناء الوضوء يبطل الوضوء كالصلاة، فمثل هذا يحتاج إلى الترجمة عليه وبيانه من السنة. =