(إنما هو منزل نزله رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -): أي: للاستراحة، فالنزول به إنما هو للاقتداء به، والتبرك بمنازله -عليه السلام-، وليس من المناسك المشروعة في الحج، ولهذا كان مالكٌ يوسع في تركه لمن لا يقتدي به، وكان يُفتى به سراً.
قال ابن المنير: كأنه خشي أن يفعل ذلك أهلُ القدوة، فيتبعهم الناس، فيبطل التحصيب بالكلية، مع احتمال أن يكون مقصودَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، أو لئلا يشيع في العامة أن نسكاً من مناسك الحج معطل، فهذا الذي كان يتوخاه من أعلان الفتيا بتبركه.
(باب: التجارة أيام الموسم، والبيعِ في أسواق الجاهلية): كأنه -رحمه الله - توقع أنه ربما يُتحرَّج من أسواق الجاهلية كما يُتحرج من دخول الكنائس، فبين أن الله فسحَ في ذلك؛ أي: في المواسم، ولما أطلق الله الإباحة، ولم يقيدها، حلَّت أسواق الجاهلية كغيرها.