للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

باب: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: ١١٠]

٢٢٥٨ - (٤٥٥٧) - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبي حَازِمٍ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}، قَالَ: خَيْرَ النَّاسِ لِلنَّاسِ، تَأْتُونَ بِهِمْ فِي السَّلَاسِلِ فِي أَعْنَاقِهِمْ، حَتَّى يَدْخُلُوا فِي الإسْلَامِ.

({كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}) قال أبو هريرة: "خير الناس للناس"، قال الزركشي: قيل: ليس هذا التفسير بصحيح، ولا معنى لإدخاله في المسند؛ لأنه لم يرفعه.

قلت: في مقابلة قول أبي هريرة: بأنه ليس بصحيح، إساءةٌ لا ينبغي ارتكابُ مثلِها.

قال: وقيل: "كان" زائدة، ومعنى {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ}؛ أي: أنتم خيرُ أمةٍ، والخطاب للصحابة.

قلت: دعوى الزيادة على خلاف الأصل، ولا داعي إلى ارتكابها هنا، وذلك لأن "كان" الناقصة لا دلالة فيها على عَدَمٍ سابق، ولا على الدوام، وهذا معنى الإيهام الذي يثبتونه لها، فلذلك يستعمل فيما هو حادث؛ مثل: كان زيد راكبًا، وفيما هو دائم؛ مثل: {وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الفتح: ١٤]، فقوله: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ} لا يدل على أنهم لم يكونوا خيرًا، فصاروا خيرًا، وانقطع ذلك عنهم.

وقيل: الخطاب لجميع الأمة، والمعنى: كنتم في علمِ الله أو اللوح المحفوظ (١).


(١) انظر: "التنقيح" (٢/ ٩٠٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>