للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(باب: الرياء في الصدقة؛ لقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى}: سأل ابن المنير، فقال: إذا أبطل الأذى والمنُّ الصدقَة (١)، فلمَ يبطلها الرياءُ؟ ومن أين تلازما حتى شُبه أحدُهما بالآخر في الآية؟

وأجاب: بأنها تلازما في جهة اشتمال كلِّ واحلى من القسمين على خَلَلِ قصدِ المتصدِّقِ ونيته، أما في الرياء، فواضح؛ لأنه قصدَ الجاة والمنزلةَ عند الخلق دونَ وجه الله تعالى، وأما في المن والأذى؛ فلدلالتهما على الإعداد (٢) والاحتساب على المتصدَّق عليه، دون الاعتماد على الله.

وزعم بعضهم: أن إبطالَ الأذى والمنِّ من قبيل موازنة السيئة الحسنة.

قال ابن المنير: الظاهر (٣) عندي خلافه، وإنما الإبطال من الأصل لخلل (٤) النية.

أما في الأذى المقارِنِ للإعطاء، فواضح (٥)، وأما في (٦) المتأخر، فهو أيضاً يدل على أنه كان كامناً، ثم ظهر، وعلى هذا جمع الله بينه وبين الرياء المقارِن (٧) المبطلِ من الأصل، لا بالموازنة.


(١) في "ن": "والصدقة".
(٢) في "ن": "الاعتداد"، وفي "ع": "الاعتماد".
(٣) في "ع": "والظاهر".
(٤) من قوله: "وهو التعليم فتواخيا" (ص: ٣٤٤) إلى هنا سقط من "ج".
(٥) في "ع": "فظاهر".
(٦) "في" ليست في "ن".
(٧) في "ج": "المفارق".

<<  <  ج: ص:  >  >>