قال الشمني في حاشيته (١/ ٣)، فإذا هي -يعني: حاشية الدماميني- مملوءة باعتراضات يتجه جوابها، ومشحونة بإشكالات لم ينغلق -والحمد لله- بابها، وقد فتح الله تعالى بأجوبة ما عظم من ذلك، وتنوير ما أظلم من إشكال حالك، فسألني بعض الأصحاب أن أقيد ذلك بكتاب، وأن أضم إليه حل الشواهد والأبيات، وشرح ما لم يشرح بعد من المشكلات، فأجبت مطلوبه، وحققت مرغوبه، سالكًا سبيل الإنصاف، حائدًا عن طريق التعصب والإجحاف. (٢) انظر: "البدر الطالع" (٢/ ١٥٠). (٣) وسمَّى البُرَيهي في "تاريخه" (ص: ٣٤٣) إحدى هاتين الحاشيتين: "المُثْنِي على كتاب المُغْني"، ولم يعَيِّنها، ولعلَّه قصد اليمنيةَ منها. وأغرب ابن مخلوف، فقال في "شجرة النور الزكية" (ص: ٢٤٥): (له حاشية على مغني اللبيب سماها: "تحفة الغريب"، ولمَّا دخل الهند، رجع عنها، وألَّف هناك: "التحفة البدرية")، حيث إنّه سمَّى الحاشية اليمنية -والتي رجع عنها- بـ: "تحفة الغريب"، وسمَّى الحاشية الهندية بـ: "التحفة البدرية"، ولم يذكر هذا أحد غيره. قلت: لعلّ الحاشية اليمنية الّتي تكلم عليها المترجمون، هي الحاشية نفسها الّتي ألفها بمصر، ولعلّه استصحبها معه إلى اليمن، قال الشمني في حاشيته المسماة بـ: "المنصف من الكلام على مغني ابن هشام" (١/ ٢): وبعد: فقد نظرت عند إقرائي لـ "مغني اللبيب عن كتب الأعاريب" ما كتبه ... الشّيخ بدر الدين محمّد ابن أبي بكر الدماميني بالديار المصرية، والشرح الّذي أظهره بعد ذلك بالبلاد الهندية، وسماه: "تحفة الغريب"، انتهى. =