للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تعالى: {وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا} [البقرة: ٢٠]؛ أي: وقفوا.

(قال: الثمنُ والجملُ لك): قال السهيلي: من لطيف العلم في حديث جابر بعد أن يُعلم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يفعل شيئاً عبثاً، بل كانت أفعالُه مقرونة بالحكمة، ومؤيدةً بالعصمة، فاشترى الجمل من جابر، ثم أعطاه الثمن، وزاده زيادة عليه، ثم ردَّ الجملَ عليه، وقد كان يمكنه أن يعطيه ذلك العطاء دون مساومة في الجمل، ولا اشتراء، ولا شرط توصيل، فالحكمة في ذلك بديعة جداً، فلتنظر بعين الاعتبار؛ وذلك أنه سأله: "هَلْ (١) تَزَوَّجْتَ؟ "، ثم قال له: "هَلَاّ بِكْراً تُلاعِبُهَا؟ " (٢) فذكر له مقتلَ أبيه، وما خَلَّفَ من البنات، وقد كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد أخبر جابراً بأن الله قد أحيا أباه، ورَدَّ عليه رُوحه، وقال له (٣): ما تشتهي فأزيدك (٤)؟ فأكد الرسول -عليه الصلاة والسلام- هذا الخبر بمَثَلٍ يُشبهه، فاشترى منه الجملَ وهو مَطِيَّتُه، كما اشترى الله من أبيه ومن الشهداء أنفسَهم بثمنٍ هو الجنةُ، ونفسُ الإنسان مطيتُه كما قال عمر بن عبد العزيز: إن نفسي مطيتي، ثم زادهم الله زيادةً فقال (٥): {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: ٢٦]، ثم رَدَّ (٦) عليهم أنفسَهم التي اشتراها منهم فقال (٧):


(١) في "ج": "ثم".
(٢) رواه البخاري (٥٢٤٧).
(٣) "له" ليست في "ع".
(٤) في "ج": "فأزيدكه".
(٥) "فقال" ليست في "ع".
(٦) في "ج": "يرد".
(٧) "فقال" ليست في "ع".

<<  <  ج: ص:  >  >>