للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(تِيدَكُمْ): -بكسر المثناة الفوقية- يريد: على رِسْلِكُمْ، كأنه مصدر تادَ يتيد، فتركَ هَمْزَه، والمشهورُ في هذا الفعل: اتَّأدَ يَتَّئِدُ، على وزن افتعل؛ من التؤدة، وهي السكون، وهو نصب على المصدر، ومعناه: السكون، والتقدير: تِيدُوا تِئْدكم، بكسر التاء وبهمزةٍ ساكنةٍ.

قال القاضي: فالياء -يعني: التحتية- في "تئدكم" مسهلة من مزة (١)، والتاء -يعني: الفوقية- مبدَلَة من واو؛ لأنه في الأصل: وُأَدَة (٢).

(ما احتازها): -بحاء مهملة وزاي-؛ من الحيازة، وهي الجمع، يقال: حازَ الشيء واحتازَهُ: جمعه، وضمه إلى حَوْزه.

(أنشدكما الله (٣)): أي: بالله.

قال الخطابي: هذه القصة مُشكلةٌ جداً؛ فإن علياً وعباساً إذا كانا قد أخذا هذه من عمر على هذه (٤) الشريطة، وتمسَّكا في ذلك بقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما تَرَكْنا صَدَقَةٌ"، فما الذي بدا لهما حتى تخاصما؟ وأمثلُ ما قيل في ذلك ما قاله أبو داود: إنهما طلبا قسمة ذلك بينهما؛ إذ كان يشقُّ عليهما أن لا يكون أحدُهما منفرداً بما يصير له يعمل فيه ما يريد، فطلبا القسمة لذلك؛ فمنعهما إياها؛ لئلا يجري عليها اسم الملك، وقال لهما: إن عجزتما، فردّاها عليَّ (٥).


(١) في "ع": "من غير همزة".
(٢) انظر: "مشارق الأنوار" (١/ ١١٨). وانظر: "التنقيح" (٢/ ٦٨٤).
(٣) كذا في رواية أبي ذر الهروي، وفي اليونينية: "بالله"، وهي المعتمدة في النص.
(٤) "من عمر على هذه" ليست في "ع".
(٥) انظر: "أعلام الحديث" (٢/ ١٤٤٠). وانظر: "التنقيح" (٢/ ٦٨٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>