للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(حتى تَهُبَّ الأرواح): جمع ريح، وأصلُه: رِوْحٌ بدليل الجمعِ الذي غالبُ حاله أن يردَّ الشيءَ إلى أصله، فقُلِبَ واوُ المفرد ياءً؛ لسكونها وانكسار ما قبلها.

وحكى ابن جني في جمعه: أرياح.

قال الزركشي: لما رآهم قالوا: رياح (١).

قلت: إن (٢) اعتمد صاحب هذا القول على رياح، فقد وَهِم؛ لأن موجبَ قلب الواو في رياح ثابت؛ لانكسار ما قبلها؛ كحِياض جمع حَوْض، ورِياض جمع رَوْض؛ والمقتضي للقلب (٣) في أرياح مفقود، والمعتمَدُ في هذا إنما هو السماع.

* * *

باب: إِذَا وَادَعَ الإِمَامُ مَلِكَ الْقَرْيَةِ، هَلْ يَكُونُ ذَلِكَ لِبَقِيَّتِهِمْ؟

(باب: إذا وادعَ الإمامُ ملكَ القرية، هل يكون ذلك لبقيتهم؟): ساق فيه حديثَ: "أَهدى ملكُ أيلةَ للنبي - صلى الله عليه وسلم - بغلةً بيضاء" (٤)، ولم يجر فيه صيغة الطلب، ولا صيغة الأمان، فبنى البخاري على العادة: أن الملكَ الذي أهدى إنما طلبَ بقاءَ ملكه، وإنما يبقى ملكُه ببقاء رعيته، فأخذ من هذا أن موادعته موادعةٌ لرعيته، وقد أسلَفْنا عن ابن (٥) إسحاق صيغةَ الكتاب


(١) انظر: "التنقيح" (٢/ ٧٠١).
(٢) "إن" ليست في "ع" و"ج".
(٣) في "ج": "والمقتضى الثابت".
(٤) رواه البخاري (٣١٦١) عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه.
(٥) "ابن" ليست في "ع" و"ج".

<<  <  ج: ص:  >  >>