للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلت: هذا من (١) نمط ما تقدم من الإقدام على تخطئة الرواية (٢) الثابتة (٣) الصحيحة بمجرد خيالٍ يقوم في النفس، إذ لا مانع أن يكون هناك مسجدٌ اختطه النبي - صلى الله عليه وسلم -.

سلَّمنا أنَّه لم يكن هناك مسجد أصلًا (٤)، لكنَّا لا نسلِّم أنَّ قوله: في المسجد متعلِّق بـ: قريبًا (٥)، وإنَّما هو متعلِّق بمحذوف؛ أي: فلمَّا بلغ قريبًا من مكان النبي - صلى الله عليه وسلم - في حالة كونه جائيًا من المسجد، وذلك أنَّه لمَّا أصيب، أقام بمسجد المدينة، فلما طُلب، جاء منه، واستقام الكلام (٦)، والحمد لله.

(بحكم الملِك): يروى (٧) بكسر اللام؛ والمراد به: اللهُ تعالى، ويروى بفتحها، على أنَّ المراد: المَلكُ النازلُ بالوحي (٨).


= "التنقيح" (٢/ ٧٩٤).
(١) "من" ليست في "ع".
(٢) في "م": "الرواة".
(٣) في "ع": "الثانية".
(٤) بل كان هناك مسجد أعده النبي - صلى الله عليه وسلم - أيام محاصرته لبني قريظة للصلاة فيه، كما قال الحافظ في "الفتح" (٧/ ١٥٦).
(٥) في "ع": "تقريبًا".
(٦) قلت: وهذا توجيه متكلف، والصواب ما تقدم عن الحافظ ابن حجر، والله أعلم.
(٧) في "ج": "ويروى".
(٨) انظر: "التنقيح" (٢/ ٧٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>