للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مجيئهما من مكة إلى المدينة، وليس في الحديث ما يأباه أصلًا، ويُحمل (١) الإرداف على جعل أبي بكر تابعًا ورديفًا وتاليًا على بعير مختص به؛ إذ الظاهر أن هذه حالتهما في السفر، وقوله: "يهديني السبيل": يشير إليه؛ إذ الهادي إلى الطريق يكون متقدمًا على المهدي (٢)، فتأمله.

(وأبو بكر شيخ يُعرف، والنبي - صلى الله عليه وسلم - شابٌّ لا يُعرف): قال الزركشي: يريد (٣): دخولَ الشيب في لحيته دونه، ليس السن، هكذا رواه البيهقي في "دلائل النبوة" (٤)، وبه يزول الإشكال في قدر عمريهما.

وقيل: إنما كان كذلك؛ لأن أبا بكر أسرعَ إليه الشيبُ، بخلاف النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنه مات وليس في لحيته -عليه الصلاة والسلام- ورأسه عشرون شعرة بيضاء، وكان أسنَّ من أبي بكر؛ [لأنَّ أبا بكر] بقي بعده سنتين وثلاثة أشهر وعشرين يومًا، وماتا وعمرهما واحد، ومعنى قوله: يُعرف؛ لأنه كان يتردَّدُ إليهم في التجارة، بخلاف النبي - صلى الله عليه وسلم - (٥).

(مَسْلَحَة له): -بفتح الميم (٦) أي: يدفع عنه الأذى بمثابة سلاحه.

(يخترف): -بالخاء المعجمة-؛ أي: يجتني الثمار.


(١) في "ع": "ويحتمل".
(٢) في "ع": "الهدي".
(٣) في "ع": "يؤيد".
(٤) رواه البيهقي في "دلائل النبوة" (٢/ ٥٢٦).
(٥) انظر: "التنقيح" (٢/ ٨١٦).
(٦) "بفتح الميم" ليست في "ع".

<<  <  ج: ص:  >  >>