للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابْنِ الأَسْوَدِ مَشْهَدًا، لأَنْ أَكُونَ صَاحِبَهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا عُدِلَ بِهِ، أَتَى النَبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَهْوَ يَدْعُو عَلَى الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ: لَا نَقُولُ كمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى: {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا} [االمائدة: ٢٤]، وَلَكِنَّا نُقَاتِلُ عَنْ يَمِينِكَ وَعَنْ شِمَالِكَ، وَبَيْنَ يَدَيْكَ وَخَلْفَكَ. فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَشْرَقَ وَجْهُهُ، وَسَرَّهُ. يَعْنِي: قَوْلَهُ.

(شهدت من المقدادِ بنِ الأسود): قال الزركشي: يكتبُ "ابن" هنا بالألف؛ لأنه المقداد بن عمرو (١) بن ثعلبة، كما صرح به البخاري فيما سيأتي قريبًا، ونسب للأسود؛ لأنه (٢) كان تبناه في الجاهلية، فليس "ابن" هاهنا واقعًا (٣) بين عَلَمَين (٤).

قلت: إذا وصف العلم بابن (٥) متصل مضاف إلى علم، كفى ذلك في إيجاب حذف الألف من "ابن" خطًا، سواء كان العلم الذي أُضيف إليه "ابن" عَلَمًا لأبي الأول حقيقة، أو لا.

وهذا ظاهر كلامهم، وكون الأبوة حقيقة لم أرهم تعرضوا لاشتراطه، فما أدري من أين أخذ الزركشي هذا الكلام.

وقد يقال الأب حقيقة في أب الولادة، فيُحمل إطلاقُهم عليه؛ لأنه الأصل، ثم لأعجب من ترتيبه نفيَ وقوعِ الابن هنا (٦) بين علمين على كون


(١) في "م": "عمر".
(٢) في "ع": "أنه".
(٣) في "ع": "واقعين".
(٤) انظر: "التنقيح" (٢/ ٨٢٣).
(٥) في "ع" و"ج": "هاهنا بأن".
(٦) في "ع": "هشام".

<<  <  ج: ص:  >  >>