للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عدة أمور كما تراه، وشبه من انتفع بالعلم ونفع به بأرض قبلت الماء، وأنبتت الكلأ والعشب، وهو تمثيل؛ لأن وجه الشبه فيه هو الهيئة الحاصلة من قبول المحل لما يَرِدُ عليه من الخير، مع ظهور آثاره وانتشارها على وجهٍ عامِّ الثمرة، متعدِّي النفع، ولا يخفى أن هذه الهيئة منتزعة من أمور متعددة، ويجوز أن يشبه انتفاعه بقبول الأرض للماء، ونفعه المتعدي بإنباتها الكلأ (١) والعشب، والأول أَفْحَلُ وأَجزل؛ لأن لهيئة المركبات من الموقع في النفس ما ليس في المفردات (٢) في (٣) ذواتها من غير نظر إلى تَضامِّها (٤) ولا التفات إلى هيئتها (٥) الاجتماعية.

قال الشيخُ عبدُ القاهر في قول القائل:

وَكَأَنَّ أَجْرَامَ النُّجُومِ لَوَامِعًا ... دُرَرٌ نُثِرْنَ (٦) عَلَى بِسَاطٍ أَزْرَقِ

لو قلت (٧): كأن النجوم دُرَرٌ، وكأن السماء بساط أزرقُ؛ كان التشبيه مقبولًا، لكن أين هو من التشبيه الذي يريك الهيئةَ التي تملأ النواظرَ عجبًا، وتستوقف العيون، وتستنطق القلوب بذكر اسم (٨) الله من طلوع النجوم


(١) في "ع": "للكلأ".
(٢) في "ن" و"ع": "ما ليس للمفردات".
(٣) في "ج": "من".
(٤) في "ن": "نظامها".
(٥) في "ن" و"ج": "هيئاتها".
(٦) في "ع" و"ج": "نشرن".
(٧) في "ع": "لو قال".
(٨) "اسم" ليست في "ن" و"ع" و"ج".

<<  <  ج: ص:  >  >>