للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الإيمان، و (١) السؤال بصيغة "كيف" للدلالة على الحال، وهو كما لو علمت أن زيدًا يحكم في الناس، فسألتَ عن تفاصيل حكمه، فقلت (٢): كيف يحكم؟ فسؤالك لم (٣) يقع عن كونه حاكمًا، بل وقع عن (٤) كيفية الحكم، وهو مشعر بالتصديق بالحكم.

وأما قوله: {أَوَلَمْ تُؤْمِنْ} [البقرة: ٢٦٠]، [فاعلم أن هذه الصيغة -وهي الاستفهام بـ"كيف"- قد تستعمل -أيضًا- عند الشك في القدرة؛ كما تقول لمن يدعي أمرًا تستعجزه عنه: أرني كيف تصنع، فجاء قوله: {أَوَلَمْ تُؤْمِنْ}] (٥) والردُّ بـ"بلى" ليزول الاحتمال اللفظي، ويندفع الشك الذي يُتوهم، ويحصل النص الذي لا يرتاب فيه.

وأما ما يُتخيل من أن قوله: {وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} [البقرة: ٢٦٠] مشعرٌ بفقد الطمأنينة عند السؤال، فيندفع بأن معناه: ليزول عن قلبي الفكرُ في كيفية الحياة بتصورها مشاهدةً، فتزول الكيفيات (٦) المحتملة، وللعيان لطيفُ معنى، فبالمشاهدة يحصُل اطمئنانٌ لا يكون مع العلم اليقيني؛ لما فيه من الإحساس الذي قَلَّما يقع فيه شك (٧)، ومن تظاهر الأدلة، ومن العلم


(١) الواو ليست في "ج".
(٢) "قلت" ليست في "ع".
(٣) في "ج": "أن".
(٤) في "ج": "عن وقع".
(٥) ما بين معكوفتين ليس في "ج".
(٦) في "ع": "بالكيفيات".
(٧) في "ج": "الشك".

<<  <  ج: ص:  >  >>