للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(فقال: كذب عدوُّ الله): أي: قال غيرَ الواقع، ولا يلزم منه تعمُّدُه، وهذا الكلام من ابن عباس - رضي الله عنهما - خرجَ مخرَج التنفير عن هذا القول، لا القدح في القائل.

(فعتب الله عليه): أي: لم (١) يرض قوله شرعًا، وأما العَتْبُ بمعنى المَوْجِدَة (٢) وتغيُّر النفس، فمستحيلٌ على الله تعالى، وعَتَبَ كضرب وخرج.

قال ابن المنير: وأورد الشارح -يعني: ابن بطال- كلامًا كثيرًا عن السلف في التحذير من دعوى العلم، والتحضيضِ على قول القائل: لا أدري، وما كان لائقًا (٣) بهذا السياق؛ فإن فيه إشعارًا بأن الآحاد بلغوا من التحرز ما لم يبلغه موسى - عليه السلام -، وهذا لا يجوز اعتقادُه، ولا إيرادُه في سياق العتب على موسى، بل يقتصر على ما ورد في الحديث.

وليس قول موسى - عليه السلام -: "أنا أعلم" كقول الآحاد لهذا القول، ولا نتيجةُ قوله (٤) كنتيجة قولهم، بل كانت (٥) نتيجةُ قوله المزيدَ من العلم، وتمهيدَ قواعدِ ما (٦) جرى بينه وبين الخضر، والتنبيه (٧) بتلك الكلمة إلى زيادات في التواضع، وإلى مزيد (٨) حرصٍ في طلب العلم.


(١) "لم" ليست في "ن".
(٢) في "ع": "المؤاخذة".
(٣) في "ن": "على قول العالم بلا أدري، ولا ما كان لائقًا".
(٤) في "ن": "لقوله".
(٥) في "ع": "بل كان".
(٦) في "ن": "مما".
(٧) في "ع": "التنبيه".
(٨) في "ن" و"ع": "مزية".

<<  <  ج: ص:  >  >>