للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٧٠٥ - (٦٠٣٤) - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِراً - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - يَقُولُ: مَا سُئِلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ شَيْءٍ قَطُّ، فَقالَ: لَا.

(ما سئل عن شيء قَطُّ، فقال: لا): حكى الزركشي عن الشيخ عز الدين بن عبد السلام: أنه قال: معناه: أنه لم يقل: لا؛ منعاً للعطاء، وإنما يقول: لا؛ اعتذاراً من الفقر؛ كقوله تعالى: {قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ} [التوبة: ٩٢]، [وفرق بين قوله: لا أعطيكم، وقوله: لا أجدُ ما أعطيكم] (١)، وكذلك فرقٌ بين قوله: لا أحملُكم، وقوله: لا أجدُ ما أحملُكم عليه (٢).

قلت: قد صح عنه - عليه الصلاة والسلام - أنه قال للنفر (٣)


= لولا فوارس من قيس وأسرتهم ... يوم الصُّليفاء لم يوفون بالجار
قال ابن جني في "الخصائص" (١/ ٣٨٨): فقد تشبه حروف النفي بعضها ببعض، وذلك لاشتراك الجميع في دلالته عليه، ثم ذكر شواهد ذلك.
وقال الخطابي في "غريب الحديث" (٢/ ٢٧٦): وتقع "لم" بمعنى "لا"، كقولك: ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن؛ أي: ما لا يشاء لا يكون.
ووجه العيني في "العمدة" (٢٢/ ٦) قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لرفاعة: "فإن كان ذلك لم تحلي له، أو لم تصلحي له" بأن "لم" تأتي بمعنى "لا"، والمعنى أيضاً عليه؛ لأن "لا" للاستقبال، ثم أنشد ما نقلتُه عن الأخفش، والله أعلم.
وإنما عقبت بهذا؛ لضرب المثال على أن المؤلف - رحمه الله - متعقب في بعض مآخذه على الزركشي.
(١) ما بين معكوفتين ليس في "ج".
(٢) انظر: "التنقيح" (٣/ ١١٥٨).
(٣) في "ج": "لنفر".

<<  <  ج: ص:  >  >>