للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَمَنْ اتَّبَعَها حَتَّى تُوضَعَ في القَبْرِ، فَلَهُ قِيرَاطَانِ" الحديث (١).

فلو اتبعَها حتى توضَع في القبر، ولكن لم يصلَّ عليها؛ احتملَ أن لا يحصلَ له شيء من القيراطين؛ إذ (٢) يحتمل (٣) أن يكون القيراطُ الثاني المزيدُ مرتَّباً على وجودِ الصلاةِ قبلَه.

ويُحتمل أن يحصل له القيراطُ المزيدُ.

وأما احتمالُ القيراطين يحصلان (٤) بالاتباع حتى يوضعَ في القبر، وإن لم يصلِّ (٥)، فهو هنا بعيدٌ.

وأما احتمالُ أن من صلى واتبعَ حتى تُدفن يحصل له ثلاثةُ قراريطَ، فمرتَّبٌ على هذا الاحتمال.

قال القاضي تاجُ الدين السبكيُّ، وقد سأل الشيخُ أبو الحسن بنُ القزويني [أبا نصرِ بنَ الصباغ عن هذا، فقال: لا يحصل لمن صلَّى واتبع إلا قيراطان؟ فقال له ابن القزويني] (٦): جيد بالغ، وطولب ابنُ الصباغ بالدليل، فاستدلَّ بقوله تعالى: {أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (٩) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي


(١) رواه مسلم (٩٤٦) عن ثوبان - رضي الله عنه - مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
(٢) في "ج": "أو".
(٣) في "ع": "ويحتمل".
(٤) في "ج": "فيحصل".
(٥) في النسخ الثلاث: "يحصل"، ولعل الصواب ما أثبت.
(٦) ما بين معكوفتين ليس في "ع".

<<  <  ج: ص:  >  >>