للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الدُّنْيَا، كمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا، وَتُلْهِيَكُمْ كَمَا أَلْهَتْهُمْ".

(ما الفقرَ أخشى عليكم): قال الزركشي: بنصب "الفقر" مفعول "أخشى أي: ما أخشى عليكم الفقرَ، والرفعُ ضعيف؛ لأنه يحتاج إلى ضمير يعود عليه، وإنما يجيء ذلك في الشعر (١).

قلت: ضعف ذلك مذهب كوفي، قال في "التسهيل": ولا يختص بالشعر؛ خلافاً للكوفيين.

فإن قلت: تقديمُ المفعول هنا يؤذِنُ بأن الكلام في (٢) المفعول، لا في الفعل؛ كقولك (٣): ما زيداً ضرَبْتُ، فلا يصح أن يعقب المنفي (٤) بإثبات ضدَّه، فيقول: ولكن أكرمته؛ لأن المقام يأباه؛ إذ الكلامُ في المفعول، هل هو (٥) زيدٌ، أو عمرٌو - مثلاً -، لا في الفعل المنفي (٦)، هل هو إكرامٌ، أو إهانةٌ؟

والحديث قد وقع في الاستدراك بإثبات هذا الفعل المنفي، فقال: "ولكنْ أَخْشى عليكم أَنْ تُبسطَ عليكم الدنيا كما بُسطت على مَنْ كانَ قبلَكُم" إلى آخره، فكيف يتأتى هذا؟


(١) انظر: "التنقيح" (٣/ ١١٨٥).
(٢) "في" ليست في "ع".
(٣) في "ع" و"ج": "كقوله".
(٤) وفي "ع" و"ج": "النفي".
(٥) في "ج": "المفعول إذ هو".
(٦) "المنفي" ليست في "ع".

<<  <  ج: ص:  >  >>