للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الغلطِ بمجردِ خيالٍ مبنيٍّ على أمرٍ غير لازم، وذلك لأنه بناه على الوضوء المكلَّفِ به في دار الدنيا، ومن أين له ذلك؟ ولم لا يجوز أن يكون من الوضوء اللغوي المراد به: الوَضاءَةُ، ويكونَ توضؤها سبباً لازدياد حسنها وإشراق نورها، وليس المرادُ به (١) إزالةَ دَرَنٍ، ولا شيءٍ من الأقذار؟ فإن هذا مما نُزِّهَتِ الجنةُ عنه.

(فذكرتُ غَيْرَتَهُ، فولَّيت): قال المهلب: فيه الحكمُ لكلِّ رجلٍ بما يُعلم من خُلُقِه، ألا ترى أنه - عليه السلام - لم يدخل القصرَ، مع علمِه بأن عمرَ لا يغارُ عليه؛ لأنه أبو المؤمنين، وكلُّ ما نالَهُ بنوه من الخير فبسببه (٢)؟

وانتقد الحافظ مغلطاي عليه قوله: أبو المؤمنين، مع أن الله تعالى يقول: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ} [الأحزاب: ٤٠]، وقال - عليه الصلاة والسلام -: "إِنَّمَا أَناَ لَكُمْ بِمَنْزِلَةِ الوَالِدِ" (٣)، ولم يقل: أنا لكم أَبٌ، ولم يأتِ في ذلك حديثٌ صحيح، ولا (٤) غيرُه مما يصلُح للدلالة (٥).

* * *


(١) "به" ليست في "ج".
(٢) انظر: "التوضيح" (٣٢/ ٢١٦).
(٣) رواه أبو داود (٨)، والنسائي (١/ ٣٨) عن أبي هريرة رضي الله عنه.
(٤) في "ج": "وقال".
(٥) انظر: "التوضيح" (٣٢/ ٢١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>