للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فعلاً يليقُ به، فسماه إتياناً، ووصفَ به نفسَه، وإما أن يُحمل على الإتيان المعروف عندَنا، لكن على معنى أن الله تعالى يخلُقه لملَكٍ من الملائكة، فأضافَه إلى نفسِه على جهةِ الإسنادِ المجازيِّ؛ مثل: قطعَ الأميرُ اللصَّ (١).

(في صورته التي يعرفون): أي: في علامةٍ (٢) جعلَها الله دليلًا على معرفته، والتفرقةِ بينه وبين مخلوقاته، فسمى الدليلَ والعلامةَ صورةً مجازاً؛ كما تقول العرب: صورةُ أمرِك كذا، وصورةُ حديِثكَ كذا، والأمرُ والحديثُ لا صورةَ لهما، وإنما يريدون: حقيقة أمرِك وحديثِك، وكثيراً ما يجري على ألسنة الفقهاء: صورةُ هذهِ المسألة كذا.

(قد قشبني ريحها): قال السفاقسي: رويناه بتشديد الشين، وكذلك هو في "الصحاح" بالتشديد؛ أي: آذاني؛ كأنه قال: سَمَّني ريحُها (٣)؛ لأن القِشْبَ (٤): السَّم، وهو بكسر القاف (٥).

(وأحرقني ذَكاؤها): قال السفاقسي: كذا رويناه بالمد والضم والذال (٦).

قلت: في "المشارق" ما نصه: وقوله: أحرقني ذكاؤها؛ أي: شدةُ


(١) انظر: "التوضيح" (٣٣/ ٣٣٠). والصواب في أمثال هذه الأحاديث: هو إمرارها كما جاءت دون تحريف أو تكييف أو تأويل أو تشبيه، ونؤمن بها، ونكل علمها إلى عالمها.
(٢) في "ج": "علامته".
(٣) انظر: "الصحاح" (١/ ٢٠١)، (مادة: قشب).
(٤) في "ج": "القشم".
(٥) انظر: "التوضيح" (٣٣/ ٣٣٧).
(٦) انظر: "المرجع السابق" (٣٣/ ٣٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>