للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيم} [الأنفال:٣٢].

فهذا كلام محكي بُدئ بهمزةِ قطع، وخُتم بتنوين، ولم يقل أحد بوجوب الوقف على {قَالُوا} [الأنفال: ٣٢]؛ محافظةً على الإتيان بهمزة القطع؛ كما كانت في كلامهم المحكي، ولا بوجوب الوقف على الميم بالسكون كما وقفوا عليه، بل يجوز الوصلُ إجماعًا فتراعي حالته، ولا وجه للتوقف في مثله أصلًا، وشواهدُه كثيرة.

على أن ابن الجوزي قيده في "مشكل الصحيحين" بالتشديد والتنوين، وقال: هكذا سمعته من ابن الخَشَّاب.

[وقال -يعني: ابن الخَشَّاب-] (١): لا يجوز إلَّا تنوينُه؛ لأنه اسمٌ غير مضاف (٢).

قال الزركشي في "تعليق العمدة": وهو ممنوع؛ لأنه مضاف تقديرًا؛ لوقوعه في الاستفهام، والتقدير: أيُّ العمل أفضل؟ فالأولى أن يوقَف عليه بإسكان الياء (٣).

قلت: وهذا أَيضًا عجيب، كأنه فهم أن ابن الخشاب نفى كونهَ مضافًا مطلقًا [حتى أورد (٤) عليه أنَّه مضافٌ تقديرًا، وليس هذا مرادَ ابنِ الخشاب


(١) ما بين معكوفتين سقط من "ج".
(٢) انظر: "كشف المشكل من حديث الصحيحين" لابن الجوزي (١/ ٢٩٢).
(٣) انظر: "النكت على العمدة" للزركشي (ص: ٦١).
(٤) في "ع": "أورده".

<<  <  ج: ص:  >  >>