للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

معمر، عن الزهري، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن موسى بن عمران - عليه السلام - كان يمشي ذات يوم في الطريق فناداه الجبار جل جلاله: يا موسى، فالتفت يمينًا وشمالًا فلم يجد أحدًا، وارتعدت فرائصه، ثم ناداه الثانية: يا موسى بن عمران، فالتفت يمينًا وشمالًا فلم يجد أحد، وارتعدت فرائصه، ثم نودى الثالثة: يا موسى بن عمران إني أنا الله لا إله إلا أنا، فقال: لبيك لبيك فخر لله ساجدًا، فقال: ارفع رأسك يا موسى بن عمران، فرفع رأسه، فقال: يا موسى، إن أحببت أن تسكن في ظل عرشي يوم لا ظل إلا ظلي، يا موسى كن لليتيم كالأب الرحيم، وكن للأرملة كالزوج العطوف. يا موسى بن عمران ارحم ترحم، يا موسى كما تدين تدان، يا موسى بن عمران نبئ بني إسرائيل أنه من لقيني وهو جاحد بمحمد أدخلته النار ولو كان إبراهيم خليلي وموسى كليمي. فقال: ومن محمد؟ فقال يا موسى وعزتي وجلالي ما خلقت خلقًا أكرم عليّ منه، كتبت اسمه مع اسمي في العرش قبل أن أخلق السموات والأرض، والشمس والقمر بألفي ألف سنة، وعزتي وجلالي إن الجنة محرمة على جميع خلقي حتى يدخلها محمد وأمته. فقال موسى: ومن أمة محمد؟ قال: أمته الحمادون، يحمدوني صعودًا وهبوطًا وعلى كل حال، يشدون أوساطهم، ويطهرون أطرافهم، صائمون بالنهار، رهبان بالليل، أقبل منهم اليسير، وأدخلهم الجنة بشهادة أن لا إله إلا الله. قال: اجعلني نبي تلك الأمة، قال: نبيها منها. قال. اجعلني من أمة ذلك النبي. قال: استقدمت واستأخروا يا موسى، ولكن سأجمع بينك وبينه في دار الجلال" (١).

٣٠٥٤ - حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا يوسف القطان، ثنا علي بن عاصم، عن الفضل بن عيسى، عن محمد بن المنكدر عن جابر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لما كلم الله موسى - عليه السلام - من الطور كلمة بغير الكلام الذي كلمه به يوم ناداه، فقال موسى: يا رب هذا كلامك الذي كلمتني به؟ قال: يا موسى: إنما كلمتك بقوة عشرة آلاف لسان، ولي


(١) أخرجه الحافظ أبو نعيم في الحلية (٣/ ٣٧٥ - ٣٧٦) وقال: هذا حديث غريب من حديث الزهري، لم نكتبه إلا من حديث رباح بن معمر، ورباح فمن فوقه عدول، والخبائري في حديثه لين ونكارة.

<<  <  ج: ص:  >  >>