للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ}، وأما يوم عاد فإن الريح عتت على خزانها بأمر الله فلم يكن لهم عليها سبيل، ثم قرأ {بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (٦) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ} [الحاقة: ٧،٦] " (١)

سورة {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ}

٢٥٣٢ - حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن حبان المازنى، ثنا أبو الوليد الطيالسى (ح).

وحدثنا معاذ بن المثنى، ثنا مسدد (ح).

وحدثنا أبو إسحاق بن حمزة، ثنا أحمد بن علي المدينى، ثنا شيبان بن فروخ، قالوا: ثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: ما قرأ النبي - صلى الله عليه وسلم - على الجن وما رآهم، انطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء، وأرسلت عليهم الشهب، فرجعت الشياطين إلى قومهم، فقالوا: ما لكم؟ قالوا: حيل بيننا وبين خبر السماء وأرسلت علينا الشهب، فقالوا: ما حيل بينكم وبين خبر السماء إلا من أمر حدث، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فانظروا ما هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء، فانطلقوا يضربون مشارق الأرض ومغاربها يبتغون ما حال بينهم وبين خبر السماء، فانصرف أولئك النفر الذين توجهوا نحو تهامة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو وأصحابه بنخلة عامدين إلى سوق عكاظ وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر، فلما سمعوا القرآن استمعوا، فقالوا: هذا والله الذى حال بينكم وبين خبر السماء، فهنالك حين رجعوا إلى قومهم فقالوا: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (١) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا} [الجن: ١ - ٢]. فأنزل الله عز وجل على نبيه - صلى الله عليه وسلم: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ} وإنما أوحى إليه قول الجن (٢).


(١) أخرجه أبو الشيخ في "العظمة" برقم (٧٣٢، ٨٠٦).
(٢) أخرجه البخاري (٧٧٣)، ومسلم في الصلاة (١/ ٣٣١)، والترمذي في التفسير (٣٣٢٣).
وقوله: عامدين: أي قاصدين.
والشهب: جمع شهاب وهو شعلة نار ساطعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>