للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وحدثنا أبو جعفر محمد بن محمد بن أحمد المقري، ثنا أبو شعيب الحراني، ثنا عبيد بن عمر، قالا: ثنا أبو أحمد الزبيري، ثنا سفيان، عن الأجلح، عن عبد الله بن أبي الهذيل، عن خباب بن الأرت قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن بني إسرائيل لما هلكوا قصوا" (١).

[باب النهي عن كلام أهل الكتاب وتقليدهم]

٣٤٣ - حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الحمصي، ثنا أبي، حدثني عمرو بن الحارث بن الضحاك، حدثني عبد الله بن سالم، عن محمد بن الرليد الزبيدي، ثنا سليم بن عامر، أن جبير بن نفير حدثهم أن رجلين تحابا في الله بحمص في خلافة عمر، وكانا قد اكتتبا من اليهود ملء صفينه، فأخذاها معهما يستفتيان فيها أمير المؤمنين، وكان أرسل إليهما عمر فيمن أرسل إليه من أهل حمص، فقالا: يا أمير المؤمنين إنّا بأرض، وإنّا نسمع منهم كلامًا تقشعر منه جلودنا، أفنأخذ منه أم نترك؟ قال: لعلكما اكتتبتما منه شيئًا، فقالا: لا. قال: سأحدثكما، إني انطلقت في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى أتيت خيبر، فوجدت يهوديًا يقول قولًا أعجبني، نقلت: هل أنت مكتبي مما تقول، قال: نعم، قال: فأتيته بأديم ثنية أو جذعة، فأخذ يملي عليّ حتى كتبت في الأكوع رغبة في قوله، فلما رجعت، قلت: يا رسول الله، إني لقيت يهوديًا يقول قولًا لم أسمع مثله بعدك، قال: "لعلك كتبت منه" قلت: نعم. قال: "ائتني به" فانطلقت أرغب عن المشي رجاء أن أكون جئت نبي الله - صلى الله عليه وسلم - ببعض ما يحبه، فلما أتيته قال:" اجلس اقرأه، فقرأت ساعة ونظرت إلى وجهه، فإذا هو يتلون، فحرت من الفرق لا أجيز حرفًا منه، فلما رأى الذي بي دفعته إليه، ثم جعل يتتبعه رسمًا رسمًا فيمحوه بريقه وهو يقول: "لا تتبعوا هؤلاء فإنهم قد هوكوا أو تهوكوا" حتى محى آخره حرفًا، قال عمر: فلو أعلم أنكما اكتتبتما منه شيئًا لجعلتكما نكالًا لهذه الأمة، قالا: والله لا نكتب منه شيئًا أبدًا، فخرجا بصفنيها فحفرا لها في الأرض، فلم يألوا أن يعمقا ودفنا، فكان آخر العهد (٢).


(١) أخرجه الطبراني في الكبير (٤/ ٨٠ ح ٣٧٠٥)، وذكره الحافظ الهيثمي في المجبع (١/ ١٩٤).
(٢) أخرجه أبو نعيم في الحلية (٥/ ١٣٥ - ١٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>