للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فانظري الطريق، فقالت: أنَّى وقد انقطع الحاج؟ فكانت تشتد إلى كثيب تقوم عليه تنظر ثم توجع إليه فتمرضه، ثم ترجع إلى الكثيب، فبينما هي كذلك إذا بنفر تخب بهم رواحلهم كأنهم الرخم على رحالهم، فألاحت إليهم بثوبها فأقبلوا حتى وقفوا عليها، فقالوا: ما لك؟ فقالت: امرءًا من المسلمين يموت تكفنونه، قالوا: من هو؟ قالت: أبو ذر، فغدوه بإبلهم ووضعوا السياط في نحورها يستبقون إليه حتى جاؤوه، فقال: أبشروا فحدثهم وقال: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: لنفر أنا فيهم: "ليموتن منكم رجلا بفلاة من الأرض تشهده عصابة من المؤمنين" وليس منهم أحد إلا وقد هلك في قرية وجماعة، وأنا الذي أموت بالفلاة، أنتم تسمعون أنه لو كان عندي ثوب يسعني كفنًا لي أو لامرأتي لم أكفن ألا في ثوب لي أو لها، أنتم تسمعون أني أنشدكم الله والإسلام ألا يكفنني رجل منكم كان أميرًا أو عريفًا، أو نقيبًا، أو بريدًا، فليس أحد من القوم إلا قارف بعض ما قال إلا فتى من الأنصار قال: يا عم أنا أكفنك لم أصب مما ذكرت شيئًا، أكفنك في ردائي هذا الذي عليّ وفي ثوبين في عيبتي من غزل أمي حاكتهما لي. قال: أنت فكفني، فكفنه الأنصاري في النفر الذين شهدوه ومنهم حجر بن الأدبر، ومالك بن الأشتر في نفر كلهم يمان (١).

٣٤٦٥ - حدثنا حمد بن عبد اللّه، وعمر بن الحسن الواسطى، قالا: ثنا عبدان بن أحمد، ثنا عمر بن شاذان البصري، ثنا بشر بن مهران، ثنا شريك، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، قال: قال علي - رضى اللّه عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء، على ذي لهجة أصدق من أبي ذر" (٢).

[حارثة بن النعمان الأنصاري]

٣٤٦٦ - حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهرى، عن عروة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله - صلى


(١) أخرجه أحمد (٥/ ١٥٥)، وابن حبان (٢٢٦٠)، والحاكم (٣/ ٣٤٤).
وكذا البزار بنحوه باختصار كما في مجمع الزوائد (٩/ ٣٣٥).
(٢) أخرجه الترمذي (٣٨٠١، ٣٨٠٢)، وابن ماجة (١٥٦)، والحاكم (٣/ ٣٤٢)، وابن حبان (٢٢٥٩)، وابن سعد في الطبقات (١/ ١٦١) ١٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>