للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فلما طلبوها منهم وجدوا في أنفسهم؟ قال: بئس ما صنعوا، قالت: فإن الله أعارك فلانًا، ثم قبضه منك وهو أحق به، فغدا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - حين أصبح فأخبره الخبر، فقال: "اللهم بارك لهما في ليلتهما". فحملت بعبد الله بن أبي طلحة (١).

٣٤١٦ - حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا علي بن سعيد الرازي، ثنا محمد بن مسلم بن وارة، ثنا محمد بن سعيد بن سابق، ثنا عمرو بن أبي قيس، عن سعيد بن مسروق، عن عباية بن رفاعة، عن أم سليم، قالت: توفي ابن لي وزوجي غائب، فقمت فسجيته في ناحية من البيت، فقدم زوجي، فقمت فتطيبت له، فوقع عليّ، ثم أتيته بطعام فجعل يأكل، فقلت: ألا أعجبك من جيراننا، فقال: ما لهم؟ قلت: أعيروا عارية فلما طلبت منهم جزعوا، فقال: بئس ما صنعوا، فقلت: هذا ابنك، فقال: لا جرم لا تغلبيني على الصبر الليلة، فلما أصبح غدا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره، فقال: "اللهم بارك لهما في ليلتهم". فقلت: فلقد رأيت لهم بعد ذلك في المسجد سبعة كلهم فد قرأوا القرآن (٢).

قلت: وقد تقدمت لهذا الحديث طريق في الجنائز في الصبر والاسترجاع.

[باب فضل أم حرام - رضي الله عنها -]

٣٤١٧ - حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا محمد بن غالب، ثنا القعنبي، عن مالك، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا ذهب إلى قباء يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه، وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت، فدخل عليها يومًا فأطعمته وجلست تفلي رأسه، فنام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم استيقظ وهو يضحك، قالت: فقلت: ما يضحكك يا رسول الله؟ فقال: "ناس من أمتي عرضوا عليّ غزاة في سبيل الله - عز وجل - يركبون ثبج هذا البحر ملوكًا أو مثل الملوك على الأسرة" - شك إسحاق - قالت: فقلت: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم،


(١) أخرجه ابن سعد في الطبقات (٨/ ٣١٨).
(٢) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة (٦/ ١٩٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>