للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حتى يأتي علي أحد طرفيك، إما أن تقتل فأحتسبك، وإما أن تظفر فتقر عيني عليك، وإياك أن تعرض عليك خطة فلا توافق فتقبلها كراهية الموت، وإنما عني ابن الزبير أن يقتل فيحزنها ذلك وكانت ابنة مائة سنة (١).

٢٦٩٧ - حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا زياد بن أيوب، ثنا ابن علية، ثنا أيوب، عن عبد الله بن أبي مليكة، قال: أتيت أسماء بعد قتل ابنها عبد الله بن الزبير، فقالت: بلغني أنهم صلبوا عبد الله منكسًا، فلوددت أني لا أموت حتى يدفع إليّ فأغسله وأحنطه وأكفنه ثم أدفنه، فلم يلبثوا أن جاء كتاب عبد الملك أن يدفع إلى أهله، فأتي به أسماء فغسلته وطيبته، ثم حنطته، ثم دفنته، قال أيوب فحسبته، قال: فعاشت بعد ذلك ثلاثة أيام (٢).

[باب فيما يكون من الفتن - نعوذ بالله منها -]

٢٦٩٨ - حدثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا كثير بن عبيد الحذاء، ثنا محمد بن حمير، عن مسلمة بن علي، عن عمر بن ذر، عن أبي قلابة، عن أبي مسلم الخولاني عن أبي عبيدة بن الجراح، عن عمر بن الخطاب - رضى الله عنه - قال: أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلحيتي، وأنا أعرف الحزن في وجهه، فقال: "إنا لله وإنا إليه راجعون، أتاني جبريل آنفا فقال لي: إنا لله وإنا إليه راجعون. فقلت: أجل إنا لله وإنا إليه راجعون، فمم ذاك يا جبريل؟ قال: إن أمتك مفتتنة بعدك بقليل من دهر غير كثير، فقلت: فتنة كفر أو فتنة ضلالة؟ فقال: كل سيكون، فقلت: ومن أين وأنا تارك فيهم كتاب الله؟ قال: فبكتاب الله يفتنون، وذلك من قبل أمرائهم وقرائهم، يمنع الأمراء الناس الحقوق فيظلمون حقوقهم ولا يعطونها فيقتتلوا ويفتتنوا، ويتبع القراء أهواء الأمراء فيمدونهم في الغي ثم لا يقصرون فقلت: كيف يسلم من سلم منهم؟ قال: بالكف والصبر، إن أعطوا الذي لهم أخذوه، وإن منعوه تركوه" (٣).

قلت: ويأتي باب فيما يكون من الفتن.


(١) انظر حلية الأولياء (٢/ ٥٦).
(٢) انظر السابق.
(٣) انظر العلل المتناهية للسيوطي (٢/ ٣٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>