للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فجلس عند رأسها، فقال: "يرحمك الله فإنك كنت أمي بعد أمي، تجوعين وتشبعينني وتعرين وتكسينني، وتمنعين نفسك طيب الطعام وتطعمينني تريدين بذلك وجه الله تعالى والدار الآخرة" ثم أمر أن تغسل ثلاثًا ثلاثًا، فلما بلغ الماء الذي فيه الكافور سكبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده، ثم خلع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قميصه وألبسها إياه وكفنها فوقه، ثم دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسامة بن زيد، وأبا أيوب الأنصاري، وعمر بن الخطاب وغلامًا أسود يحفرون قبرها، فلما بلغوا اللحد حفره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخرج ترابه بيده، فلما فرغ دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاضجع فيه، ثم قال: "الحمد لله الذي يحيي ويميت وهو حي لا يموت، اغفر لأمي فاطمة بنت أسد، ولقنها حجتها، ووسع عليها مدخلها بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي، فإنك أرحم الراحمين". وكبر عليها أربعًا، وأدخلها اللحد هو والعباس وأبو بكر الصديق - رضي الله عنهم - (١).

[باب فضل أم أيمن - رضي الله عنها -]

٣٤٠٣ - حدثنا أبو عمرو عثمان بن محمد العثماني، ثنا أمية بن محمد الباهلي ثنا محمد بن يحيى الأزدي، ثنا روح عبادة، ثنا هشام بن حسان، عن عثمان بن القاسم قال: خرجت أم أيمن مهاجرة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مكة إلى المدينة وهي ماشية ليس معها زاد، وهي صائمة في يوم شديد الحر، فأصابها عطش شديد حتى كادت أن تموت من شدة العطش، قال: وهي بالروحاء - أو قريبًا منها -، فلما غابت الشمس إذا أنا بحفيف شيء فوق رأسي، فرفعت رأسي فإذا أنا بدلو يدنو من السماء مدلى برشاء أبيض، قالت: فدنا مني حتى إذا كان حيث أستمكن منه تناولته فشربت منه حتى رويت. قالت: ولقد كنت بعد ذلك في اليوم الحار أطوف في الشمس كي أعطش وما عطشت بعدها (٢).


(١) أخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية (١/ ٢٦٨)، والطبرانى في الكبير والأوسط كما في مجمع الزوائد (٩/ ٢٥٩ - ٢٦٠)، وقال الهيثمي: وفيه روح بن صلاح، وثقه ابن حبان والحاكم وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح.
(٢) إسناده ضعيف، عثمان بن القاسم لم يدرك هذه الواقعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>