٣٤٩٦ - حدثنا خبيب بن الحسن، ثنا الحسن بن علي بن الوليد الفسوي، ثنا أحمد بن حاتم، ثنا عبد الله بن عبد القدوس، ثنا عبيد المكتب، حدثني أبو الطفيل عامر بن واثلة، حدثني سليمان الفارسي، قال: كنت رجلًا من أهل جئ، وكان أهل قريتي يعبدون الخيل البلق، فكنت أعرف أنهم ليسوا على شيء. فقيل لي: إن الدين الذي تطلب إنما هو قبل المغرب، فخرجت حتى أتيت أداني أرض الموصل فسألت عن أعلم أهلها، فدللت على رجل في قبة - أو صومعة - فأتيته فقلت: إني رجل من المشرق، وقد جئت في طلب الخير، فإني رأيت أن أصحبك وأخدمك وتعلمني مما علمك الله؟ قال: نعم فصحبته فأجرى عليّ مثل الذي يجري عليه من الحبوب والخل والزيت، فصحبته ما شاء الله أن أصحبه، ثم نزل به الموت، فلما نزل به الموت جلست عند رأسه أبكي. فقال: ما يبكيك؟ قلت: انقطعت عن بلادي في طلب الخير فرزقني الله صحبتك فأحسنت صحبتي، وعلمتني مما علمك الله، وقد نزل بك الموت فلا أدري أين أذهب؟ قال: بلى أخ لي بمكان كذا وكذا فائته فأقرئه مني السلام، وأخبره أني قد أوصيت بك إليه وأصحبه فإنه على الحق، فلما هلك الرجل خرجت حتى أتيت الذي وصف لي، فقلت: إن أخاك فلانًا يقرئك السلام، قال: وعليه السلام، ما فعل؟ قلت: هلك وقصصت عليه قصتي، ثم أخبرته أنه أمرني بصحبته فقبلني وأحسن صحبتي، وأجرى على مثل ما كان يجري على عند الآخر، فلما نزل به الموت جلست عند رأسه أبكيه، فقال: ما يبكيك؟ فقلت: أقبلت من بلادي فرزقني الله تعالى صحبة فلان فأحسن صحبتي وعلمني مما علمه الله، فلما نزل به الموت أوصى بي إليك فأحسنت صحبتي وعلمتني مما علمك الله، وقد نزل بك الموت فلا أدري أين أتوجه؟ قال: بلى أخ لي على درب الروم ائته فأقرئه مني السلام وأخبره أني أمرتك بصحبته فأصحبه فإنه على الحق، فلما هلك الرجل خرجت حتى أتيت الذي وصف لي، فقلت: إن أخاك فلانا يقرئك السلام، قال: وعليه السلام، من فعل؟ قلت: هلك، وقصصت عليه قصني وأخبرته أنه أمرني بصحبتك. فقبلني وأحسن صحبتي وعلمني مما علمه الله، فلما نزل به الموت، جلست عند رأسه أبكي فقال: ما يبكيك؟ فقصصت عليه قصتي ثم قلت: رزقني الله تعالى صحبتك وقد