للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

غيره، ثم تركوني ثلاثًا لا يطعمونني ولا يسقوني، قالت: فما أتت عليّ ثلاث حتى ما في الأرض شيء أسمعه، قالت: فنزلوا منزلًا، وكانوا إذا نزلوا منزلًا أوثقوني في الشمس واستظلوا هم منها، وحبسوا عني الطعام والشراب، فلا تزال تلك حالي حتى يرتحلوا، قالت: فبينا هم قد نزلوا منزلًا وأوثقوني في الشمس واستظلوا منها. إذا أنا بأبرد شيء على صدري فتناولته، فإذا هو دلوًا من ماء، فشربت منه قليلًا، ثم نزع فرفع، ثم عاد فتناولته فشربت منه ثم رفع، ثم عاد أيضًا فتناولته فشربته منه قليلًا، ثم رفع، قالت: فصنع ذلك بي مرارًا، ثم تركت فشربت حتى رويت، ثم أفضت سائرة على جسدي وثيابي، فلما استيقظوا إذا هم بأثر الماء علي ورأوني حسنة الهيئة، فقالوا لي: اتحللت فأخذت سقاءنا فشربت منه، قلت: لا والله ما فعلت، ولكن كان من الأمر كذا وكذا، قالوا: لئن كنت صادقة فيما قلت لدينك خير من ديننا، فلما نظروا إلى أسقيتهم وجدوها كما تركوها فأسلموا، وأقبلت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فوهبت نفسها له بغير مهر، فقبلها ودخل عليها (١).

[أم عمارة]

٣٦٣٢ - حدثنا حبيب بن الحسن، ثنا محمد بن يحيى المروري، ثنا أحمد بن محمد بن أيوب، ثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، قال: وحضر البيعة بالعقبة امرأتان قد بايعتا، إحداهما نسيبة بنت كعب بن عمرو، وهي أم عمارة، وكانت تشهد الحرب مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شهدت معه أحدًا هي وزوجها زيد بن عاصم وابناها حبيب بن زيد، وعبد الله بن زيد، وابنها حبيب هو الذي أخذه مسيلمة الكذاب، فجعل يقول له: أتشهد أن محمدًا رسول الله، فيقول: نعم، ثم يقول: أتشهد أني رسول الله، فيقول: لا أشهد، فقطعه مسيلمة، فخرجت نسيبة مع المسلمين بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في خلافة أبي بكر في الردة، فباشرت الحرب بنفسها، حتى قتل الله مسيلمة، فرجعت وبها عشر جراحات بين طعنة وضربة (٢).


(١) إسناده ضعيف، فيه محمد بن مروان، والكلبي، وهما كذابان.
(٢) انظر الحلية (٣/ ٤٤).
وإسناده ضعيف، لأنه مرسل.

<<  <  ج: ص:  >  >>