للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يغدوان إليه ويروحان، فقال أحدهما لصاحبه ذات يوم: تعلم والله لقد أذنب أيوب ذنبًا ما أذنبه أحد من العالمين، فقال له صاحبه: وما ذاك؟ قال: من ثماني عشرة سنة لم يرحمه الله فيكشف ما به، فلما راحا إلى أيوب لم يصبر الرجل حتى ذكر ذلك له، فقال أيوب: لا أدرى ما تقولان غير أن الله تعالى يعلم أني كنت أمر بالرجلين يتنازعان فيذكران الله، فأرجع إلى بيتي فأكفر عنهما كراهية أن يذكر الله إلا في حق. قال: وكان يخرج إلى حاجته، فإذا قضى حاجته أمسكت امرأته بيده حتى يبلغ، فلما كان ذات يوم أبطأ عليها، وأوحى إلى أيوب أن {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ} [ص: ٤٢] فأستبطأته، فتلقته وقد أقبل عليها قد أذهب الله ما به من البلاء، وهو أحسن ما كان، فلما رأته قالت: أى بارك الله فيك، هل رأيت نبى الله هذا المبتلى؟ والله على ذلك ما رأيت أشبه به منك إذ كان صحيحًا. قال: فإني أنا هو، وكان له أندران: أندر للقمح وأندر للشعير، فبعث الله تعالى سحابتين فلما كانت إحداهما على أندر القمح أفرغت فيه الذهب حتى فاض وأفرغت الأخرى في أندر الشعير الورق حتى فاض" (١).

[باب في الخضر]

قال في ابن المبارك:

٣٠٦١ - حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، ثنا محمد بن سعيد بن الأصبهاني، ثنا عبد الله بن المبارك، عن معمر، عن همام بن منبه، عن أبى هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنما سُمى الخضر خضرًا لأنه جلس على فروة بيضاء فإذا هي تحته خضراء" (٢).

[باب في ذكر الأنبياء صلوات الله وسلامه على نبينا وعليهم أجمعين]

٣٠٦٢ - حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن، ثنا محمد بن شاذان الجوهري، ثنا


(١) أخرجه أبو يعلى (٣٦١٧)، وقال الهيثمي في المجمع (٨/ ٢١١): رواه أبو يعلى والبزار، ورجال البزار رجال الصحيح.
(٢) أخرجه البخاري (٣٤٠٢)، والترمذي (٣١٥١)، وابن حبان (٢٠٩٢)، والبغوى في تفسيره (٤/ ٢٢٣)، وابن جرير في تفسيره (١٥/ ١٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>