الحارث التيمي، أن عبد الله بن مسعود كان يحدث، قال: قمت من جوف الليل وأنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك، قال: فرأيت شعلة من نار في ناحية العسكر، فاتبعتها أنظر إليها، فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر، وإذا عبد الله ذو البجادين المزني قد مات، فإذا هم قد حفروا له، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حفرته، وأبا بكر وعمر يدليانه، وهو يقول:"أدليا إليّ أخاكما" فدلوه إليه، فلما هيأه لشقه، قال:"اللهم أني قد أمسيت عنه راضيًا فأرض عنه" قال: يقول عبد الله بن مسعود: ليتني كنت صاحب الحفرة (١).
[عبد الرحمن بن عوف]
تقدم.
[عثمان بن عفان]
تقدم.
[عثمان بن مظعون]
٣٥٥٠ - حدثنا حبيب بن الحسن، ثنا محمد بن يحيى، ثنا أحمد بن محمد بن أيوب، ثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عمن حدثه عن عثمان بن مظعون، قال: لما رأى عثمان بن مظعون ما في أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من البلاء، وهو يغدو ويروح في أمان الوليد بن المغيرة، قال: والله إن غدوي ورواحي آمنًا بجوار رجل من أهل الشرك، وأصحابي وأهل ديني يلقون من البلاء والأذى ما لا يصيبني لنقص كبير في نفسي، فمشى إلى الوليد بن المغيرة. فقال: يا أبا عبد شمس، وَفَت ذمتك، وقد رددت إليك جوارك، فقال له: لم يا ابن أخي، لعله آذاك أحد من قومي؟ قال: لا، ولكني أرضى بجوار الله - عز وجل - ولا أريد أن أستجير بغيره، قال: فانطلق إلى المسجد فاردد عليّ جواري علانية كما أجرتك علانية، قال فانطلقا، ثم خرجا حتى أتيا المسجد، فقال لهم الوليد: هذا عثمان قد جاء يرد عليّ جواري، قال: قد صدق، قد وجدته وفيًا كريم الجوار، ولكني قد أحببت أن لا أستجير بغير الله،