٢٤٩١ - حدثنا أبو بكر الطلحى، ثنا عبيد بن غنام، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا أحمد بن المفضل، ثنا أسباط بن نصر، عن السدى، عن أبي سعيد الأزدى، عن أبى الكنود، عن خباب بن الأرت:{وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ}[الأنعام: ٥٢] قال: جاء الأقرع بن حابس التميمي، وعيينة بن حصن الفزاري، فوجدوا النبي - صلى الله عليه وسلم - قاعدًا بين بلال وعمار وصهيب وخباب في أناس من الضعفاء من المؤمنين، فلما رأوهم حقروهم، فخلوا به فقالوا: إنا نحب أن تجعل لنا منك مجلسًا تعرف لنا به العرب فضلنا، فإن وفود العرب تأتيك فنستحي أن ترانا العرب قعودًا مع هؤلاء الأعبد، فإذا نحن جئناك فأقمهم عنا، فإذا نحن فرغنا فأقعدهم إن شئت، قال:"نعم". قالوا: فاكتب لنا عليك كتابًا، فدعا بالصحيفة ليكتب لهم ودعا عليًا ليكتب، فلما أراد ذلك - ونحن قعود في ناحية - إذ نزل جبريل - عليه السلام - فقال:{وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} إلى قوله: {فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ}، ثم ذكر الأقرع وصاحبه، فقال:{وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ}[الأنعام: ٥٣]، ثم ذكر فقال:{وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ}[الأنعام: ٥٤] فرمى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالصحيفة ودعانا، فأتيناه وهو يقول:"سلام عليكم" فدنونا منه حتى وضعنا ركبتنا على ركبته، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجلس معنا فإذا أراد أن يقوم قام وتركنا، فأنزل الله - عز وجل:{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}[الكهف: ٢٨] يقول: لا تعد عيناك عنهم تجالس الأشراف، {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا}[الكهف: ٢٨] ما الذي أغفل قلبه فهو عيينة بن حصين، والأقرع، وأما فرطًا فهلاكًا، ثم ضرب لهم مثل الرجلين ومثل الحياة الدنيا، قال: فكنا بعد ذلك نقعد مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فإذا بلغنا الساعة التي كان يقوم فيها قمنا وتركناه حتى يقوم، وإلا صبر أبدًا حتى نقوم (١).