للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إلى السرة قال النبي - عليه السلام -: "واكرباه". قالت فاطمة: كربي لكربك اليوم يا أبتاه، فلما بلغ الروح إلى الثندوة قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يا جبريل ما أشد مرارة الموت". فولى جبريل وجهه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا جبريل، كرهت النظر إليّ؟ ". فقال جبريل: يا حبيبي من تطيق نفسه أن ينظر إليك وأنت تعالج سكرات الموت، فقُبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فغسله علي بن أبي طالب، وابن عباس يصب عليه الماء، وجبريل عليه السلام معهما، وكفن بثلاث أثواب جدد، وحمل على السرير، ثم أدخلوه المسجد ووضعوه في المسجد وخرج الناس عنه، فأول من صلى عليه الرب من فوق عرشه - تعالى وتقدس -، ثم جبريل، ثم ميكائيل، ثم إسرافيل، ثم الملائكة زمرًا زمرًا، قال علي - رضي الله عنه -: لقد سمعنا في المسجد همهمة فلم نر لهم شخصًا فسمعنا هاتفًا يهتف وهو يقول: ادخلوا رحمكم الله فصلوا على نبيكم، فدخلنا فقمنا صفوفًا كما أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكبرنا بتكبير جبريل، وصلينا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصلاة جبريل، ما تقدم منا أحد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ودخل القبر علي بن أبي طالب وابن عباس وأبو بكر الصديق، ودفن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما انصرف الناس قالت فاطمة لعلي: يا أبا الحسن، دفنتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم. قالت: كيف طابت أنفسكم أن تحثوا التراب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أما كان في صدوركم لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - الرحمة، أما كان معلم الخير؟ قلنا: بلى يا فاطمة، ولكن أمر الله الذي لا مرد له، فجعلت تبكي وتندب وهي تقول: يا أبتاه، الآن انقطع عنا جبريل، وكان جبريل يأتينا بالوحي من السماء (١).

قال أبو نعيم: ابن عباس المذكور في هذا هو الفضل بن عباس.


(١) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (٣/ ٥٤)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٩/ ٣٤): وفيه عبد المنعم بن إدريس، وهو كذاب ووضاع.
وانظر تنزيه الشريعة للآجري (٢/ ٣٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>