للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مرثد، عن أبيه، عن أبي ذر، قال: كنت رابع الإسلام، أسلم قبلي ثلاثة، وأنا الرابع (١).

٣٤٥٨ - حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أبو عبد الملك بن أحمد بن إبراهيم البسرى، ثنا محمد بن عائذ، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا أبو طرفة عباد بن الريان اللخمي، سمعت عروة بن رويم، يقول: حدثني عامر بن لدين، سمعت أبا ليلى الأشعرى يقول: حدثني أبو ذر، قال: إن أول ما دعاني إلى الإسلام إنا أصابتنا السنة، حملت أمي أخي أنيسًا إلى أصهار لنا بأعلى نجد. فلما حللنا بهم أكرمونا، فمشى رجل من الحي إلى خالي، فقال: إن أنيسًا يخالفك إلى أهلك فحز في قلبه، فانصرفت من رعية إبلي فوجدته كئيبًا يبكي، فقلت: ما بكاؤك يا خال؟ فأعلمنى الخبر فقلت: حجز الله من ذلك، إنَّا نعاف الفاحشة، وإن كان الزمان قد أخل بنا، فاحتملت بأختي وأمي حتى نزلنا بحضرة مكة، فأتيت مكة وقد بلغني أن بها صابئًا - أو مجنونًا أو ساحرًا - فقلت: أين هذا الذي تزعمونه؟ قالوا: ها هو ذاك حيث ترى، فانقلبت إليه فوالله ما جزت عنهم قيد حجر، حتى أكبوا علي بكل عظم وحجر ومدر، فضرجوني بدمي، فأتيت البيت فدخلت بين الستور والبناء، وصمت فيه ثلاثين يومًا لا أكل ولا أشرب إلا من ماء زمزم، قال: فلما أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ بيدي أبو بكر فقال: يا أبا ذر. فقلت: لبيك يا أبا بكر، فقال: هل كنت قاله في جاهليتك؟ قلت: نعم، لقد رأيتني أقوم عند الشمس فلا أزال مصليًا حتى يؤذيني حرها فأخر كأني خفاء، فقال لي. فأين كنت توجه؟ فقلت. لا أدري إلا حيث يوجهني الله - عز وجل - حتى أدخل الله علي الإسلام (٢)

في فضل زمزم طرف من هذا.

٣٤٥٩ - حدثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا قطن بن نسير، ثنا جعفر بن سليمان، ثنا أبو طاهر، عن أبي يزيد المدنى، عن ابن عباس، عن أبي ذر، قال: أقمت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة فعلمني الإسلام،


(١) أخرجه الحاكم في المستدرك (٣/ ٣٤٢).
(٢) أخرجه الطبراني في الأوسط (٣٨٦٤ - مجمع البحرين)، والحاكم (٣/ ٣٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>