للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كنت لأعتمد على كبدي من الجوع، وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع، ولقد قعدت يومًا على طريقهم الذي يخرجون منه، فمر بي أبو بكر فسألته عن آية من كتاب الله وما سألته إلا ليستتبعني فمر ولم يفعل، ثم مر بي عمر فسألته عن آية من كتاب الله - عز وجل - وما سألته إلا ليستتبعني فمر ولم يفعل، ثم مر بي أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم - وتبسم وعرفت ما في نفسي، وما في وجهي، ثم قال: "يا أبا هر" قلت: لبيك يا رسول الله، قال: "الحق" ثم مضى واتبعته، فدخل واستأذنت فأذن لي، فدخلت فوجد لبنًا في قدح، فقال: "من أين هذا اللبن؟ " قالوا: أهداه لك فلان أو فلانة، فقال: "يا أبا هر" فقلت: لبيك يا رسول الله، قال: "الحق أهل الصفة فادعهم". قال: وأهل الصفة أضياف الإسلام، لا يلوون على أهل ولا مال، إذا أتته صدقة بعث بها إليهم، ولم يتناول منها شيئًا، وإذا أتته هدية أرسل إليهم وأصاب منها، وأشركهم فيها (١).

٣٦١٧ - حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة، ثنا محمد بن يحيى بن منده، ثنا محمد بن العلاء، ثنا محمد بن فضيل، عن أبيه، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: كنت في سبعين رجلًا من أصحاب الصفة، ما منهم رجل عليه رداء، إنما بردة أو كساء قد ربطوها في أعناقهم (٢).

٣٦١٨ - حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم، ثنا أحمد بن محمد بن الهيثم، ثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، سمعت أبي يقول: ثنا أبو حمزة، عن جابر، عن عامر، عن أبي هريرة، قال: كنت من أصحاب الصفة، فظللت صائمًا، فأمسيت وأنا أشتكي بطني، فانطلقت لأقضي حاجتي، فجئت وقد أكل الطعام، وكان أغنياء قريش يبعثون بالطعام إلى أهل الصفة، فقلت: إلى من؟ قال: إلى عمر بن الخطاب، فأتيته وهو يسبح بعد الصلاة، فانتظرته، فلما انصرف دنوت منه، فقلت: اقرئني وما أريد إلا الطعام، قال: فأقراني آيات من سورة


(١) أخرجه البخاري (٦٤٥٢)، والترمذي (٢٤٧٧)، وأحمد (٢/ ٥١٥)، والبيهقي في الكبرى (٢/ ٤٤٦، ٧/ ٨٣)، والحاكم في المستدرك (٣/ ١٥ - ١٦).
(٢) أخرجه الحاكم في المستدرك (٣/ ١٦)، وقال: "صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>