للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الولد، وتكرم الضيف، غير أنها كانت وأدت في الجاهلية فقال: "أمكما في النار" فأدبرا والشر يُرى في وجوههما، فأمر بهما، فردا والبشرى تُرى في وجوههما رجاء أن يكون حدث شيء، فقال: "أمي مع أمكما" فقال رجل من المنافقين؟ وما يغني هذا عن أمه ونحن نطأ عقبه، فقال رجل من الأنصار - ولم أر رجلًا قط كان أكثر سؤالا منه -: يا رسول الله، هل وعدك ربك فيها أو فيهما؟ قال: "ما سألت ربي وإني لأقوم المقام المحمود يوم القيامة" قال الأنصاري: وما ذاك المقام المحمود؟ قال: "ذاك إذا جيء بكم حفاة عراة غرلًا، فيكون أول من يكسى إبراهيم - عليه السلام - يقول: اكسوا خليلي فيؤتى بريطتين بيضاوين فيلبسهما، ثم يقعد مستقبل العرش، ثم أوتى بكسوتي فألبسها، فأقوم عن يمينه مقامًا لا يقومه أحد غيري فيغبطني به الأولون والآخرون، قال: ويفتح نهر الكوثر إلى الحوض". فقال رجل من المنافقين: فإنه ما جرى ماء قط إلا على حال أو رضراض. فقال الأنصارى: يا رسول الله، أي حال أو رضراض، قال: "حاله المسك ورضراضه التوم" قال المنافق: لم أسمع كاليوم قط؟ ما جرى قط على حال أو رضراض إلا كان له نبات، فقال له الأنصاري: يا رسول الله، هل له نبات؟ قال: "نعم، قضبان الذهب". قال المنافق: لم أسمع كاليوم قط، فإنه ما نبت قضيب إلا أورقه وكان له ثمر، قال الأنصاري: هل له من ثمر؟ قال: "نعم أنواع الجوهر، وماؤه أشد بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدًا، ومن حرمه لم يرو بعده" (١).

٤٣٣٨ - حدثنا حبيب بن الحسن، ثنا أبو مسلم الكشي، ثنا عارم أبو النعمان، ثنا الصعق بن حزن، عن علي بن الحكم البناني، عن عثمان بن عمير، عن أبي وائل عن ابن مسعود، قال: جاء ابنا مليكة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر نحوه (٢).


(١) أخرجه أحمد (١/ ٣٩٨)، والبخاري في التاريخ الكبير (٤/ ٧٣)، والطبراني في الكبير (١٠/ ٩٨)، والحاكم في المستدرك (٢/ ٣٦٤).
(٢) تقدم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>