كتاب تقريب البغية بترتيب أحاديث الحلية

كتاب الصيام - باب فضل الصيام - ج: 2 - ص: 31

لا يدخل منه غيرهم، فإذا دخل آخرهم أغلق، من دخل منه شرب، ومن شرب منه لم يظمأ أبدًا" (١).

١٥٥٣ - حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا روح بن عبادة (ح).

وحدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن الحسن بن كيسان، ثنا حبان بن هلال قالا: ثنا مهدي بن ميمون، ثنا محمد بن أبي يعقوب، عن رجاء بن حيوة، عن أبي أمامة، قال: أنشأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غزوًا فأتيته فقلت: يا رسول الله ادع الله لي بالشهادة، فقال: "اللهم سلمهم وغنمهم"، فغزونا فسلمنا وغنمنا. ثم أنشأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غزوًا آخر، فقلت: يا رسول الله ادع الله لي بالشهادة، فقال: "اللهم سلمهم وغنمهم"، فغزونا فسلمنا وغنمنا. ثم أنشأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غزوًا ثالثًا، فقلت: يا رسول الله إني أتيتك مرتين تدعو لي بالشهادة، فقلت: "اللهم سلمهم وغنمهم"، فغزونا فسلمنا وغنمنا، ثم أتيته بعد ذلك في الرابع فقلت: يا رسول الله مرني بعمل آخذه عنك ينفعني الله به؟ فقال: "عليك بالصوم فإنه لا مثل له" فكان أبو أمامة وامرأته وخادمه لا يلقون إلا صيامًا، فإذا رؤي نار أو دخان بنهار في منزلهم عرفوا أنهم قد اعتراهم ضيف، قال: ثم أتيته بعد ذلك فقلت: يا رسول الله إنك أمرتني بأمر أرجو أن يكون الله قد نفعني به، فمرني بعمل آخر ينفعني قال: "اعلم أنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحط عنك بها خطيئة" (٢).

---

(١) أخرجه البخاري في الصوم (٤/ ١٣٣ ح ١٨٩٦)، ومسلم في الصيام (٢/ ٨٠٨ ح ١٦٦/ ١١٥٢) والترمذي في الصوم (٣/ ١٢٨ ح ٧٦٥)، والنسائي في الصيام (٤/ ١٣٧ - ١٤٠ باب/ ذكر الاختلاف على محمد بن أبي يعقوب) واللفظ له، وابن ماجة في الصيام (١/ ٥٢٥ ح ١٦٤٠) وأحمد في المسند (٥/ ٣٩٤ ح ٢٢٩٠٨).
(٢) أخرجه النسائي في الصيام (٤/ ١٣٧ باب/ ذكر الاختلاف على محمد بن أبي يعقوب في حديث أبي أمامة في فضل الصائم) مختصرًا، وأحمد في المسند (٥/ ٢٩٤ ح ٢٢٢٠٢)، والبيهقي في دلائل النبوة (٦/ ٢٣٤ - ٢٣٥)، والطبراني في الكبير (٨/ ٩١ ح ٧٤٦٣ - ٧٤٦٥)، وذكره الحافظ الهيثمي وقال: رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجال أحمد رجال الصحيح، انظر/ مجمع الزوائد (٣/ ١٨٤ - ١٨٥)، والحاكم (١/ ٤٢١).