للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حلقة كأنما قطعت رؤوسهم يستمعون إلى حديث رجل، فقمت عليهم، فقلت: من هذا؟ فقيل: حذيفة بن اليمان، فدنوت منه فسمعته يقول: كان الناس يسألون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الخير وكنت أسأله عن الشر، فعرفت أن الخير لم يسبقني، فقلت: يا رسول الله أبعد هذا الخير شر؟ فقال: "يا حذيفة، تعلم كتاب الله واتبع ما فيه" قالها ثلاثا. قال: قلت: يا رسول الله أبعد هذا الخير شر؟. قال: "فتنة وشر"، وقال أبو داود: "هدنة على دخن" فقال: ما الهدنة على دخن؟ قال: "لا ترجع قلوب أقوام إلى ما كانت عليه". ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تكون فتنة عمياء صماء دعاته ضلالة - أو قال: دعاته النار - فلأن يعض أحدكم على جذل شجرة خير لك من أن تتبع أحدا منهم" (١).

رواه قتادة عن نصر بن عاصم، وسمي اليشكري خالدا.

٢٦٤٤ - حدثنا محمد بن أحمد بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا محمد بن المثنى، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، حدثني بسر بن عبيد الله الحضرمي، أنه سمع أبا إدريس الخولاني يقول: سمعت حذيفة يقول: كان الناس يسألون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إن كنا في جاهلية وشر، فأتى الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ فقال: "نعم" فقلت: فهل بعد ذاك الشر من خير؟ قال: "نعم، وفيه دخن" قلت: وما دخنه؟ قال: "قوم يستنون بغير سنتي، ويهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر" فقلت: فهل بعد ذاك الخير من شر؟ قال: "نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها" قلت: يا رسول الله، فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: "تلزم جماعة المسلمين وإمامهم" قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: "اعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض على جذل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك" (٢).


(١) أخرجه أحمد (٥/ ٣٨٦)، وابن أبي شيبة في المصنف (١٥/ ١٧)، والحاكم (٤/ ٤٣٢).
وقال أبو نعيم في الحلية (١/ ٢٧٢): رواه قتادة عن نصر، وسمى اليشكير خالدًا.
(٢) أخرجه البخاري (٤/ ٣٤٢)، ومسلم (٣/ ١٤٧٥)، والبيهقي (٨/ ١٩٠)، وفي دلائل النبوة (٦/ ٤٩٠)، والبغوي في شرح السنة (١٨١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>