للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[بصيرة فى الحذر]

وهو احتراز عن مُخيف. ويقال حِذْر وحَذَر، قال الفرَّاء: أَكثر الكلام الحِذْر بالكسر وهو التحرّز. ورجل حَذِر وحَذُر أَى متيقِّظ متحرّز، وقد حَذِرَ يحذَر حَذَراً وحذّرته. قال تعالى {وَيُحَذِّرُكُمُ الله نَفْسَهُ} وقوله تعالى {خُذُواْ حِذْرَكُمْ} أَى ما فيهِ الحَذَر من السلاح وغيره. حَذَارِ أَى احذر.

وقد ورد الحَذَر فى القرآن على ثلاثة أَوجه: الأَوّل بمعنى: الخوف والخطر {وَيُحَذِّرُكُمُ الله نَفْسَهُ} أَى يخوّفكم. الثَّانى بمعنى: الإِباءِ والامتناع {وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فاحذروا} أَى امتنعوا. الثالث بمعنى: كتمان السرّ {إِنَّ الله مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ} أَى مظهر ما تكتمون.

ثمّ يختلف الحذر تارة من فتنة الأَولاد {عَدُوّاً لَّكُمْ فاحذروهم} وتارة حذر النبى صلى الله عليه وسلم من مكر المنافقين {هُمُ العدو فاحذرهم} وتارة حذره صلَّى الله عليه وسلَّم من فتنة اليهود {واحذرهم أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَآ أَنزَلَ الله إِلَيْكَ} وتارة حذر المنافقين من فضيحتهم بنزول القرآن {يَحْذَرُ المنافقون أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ} وحذر فرعون وهامان من عسكر موسى بن عمران {وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ} وحذر المسلم ممَّن يخالف الرّحمن {فَلْيَحْذَرِ الذين يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ} .

<<  <  ج: ص:  >  >>