وهى حرف يجرّ به تارة كإِلى، لكن يدخل الحدُّ المذكور بعده فى حكم ما قبله، ويعطف به تارة، ويستأنف به تارةً؛ نحو أَكلت السّمكة حتَّى رأَسِها ورأَسَها ورأَسُها. ويدخل على الفعل المضارع فيرفع ويُنصب. وفى كلِّ واحد وجهان، فأَحد وجهى النَّصب إِلى أَن، والثَّانى كى. وأَحد وجهى الرّفع أَن يكون الفعل قبله ماضيا نحو: مشيت حتَّى أَدخلُ البصرة، أَى مشيت فدخلت. والثَّانى أَن يكون ما بعده حالاً نحو: مرض حتى لا يرجونه، وقد قُرِئ {حتى يَقُولَ الرسول} بالرّفع والنَّصب، حُمل كلُّ واحدة من القراءَتين على الوجهين.
وقيل: إِنَّ ما بعد حتَّى يقتضى أَن يكون بخلاف ما قبله نحو {وَلاَ جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حتى تَغْتَسِلُواْ} وقد يجئ ولا يكون كذلك نحو ما فى الحديث: "إِنَّ الله لا يَمَلُّ حتَّى تَمِلُّوا" ولم يُرِدْ أَن يُثبت ملالاً لله بعد ملالهم.