وقيل: الدّهر الأَبَد لا ينقطع. قال الأَزهرى: الدّهر يقعِ عند العرب على بعض الدّهر الأَطول، ويقع على مُدّة الدّنيا كلِّها، وقيل: الدّهر مدّة [الدنيا] كلَّها من ابتدائها إِلى انقضائها. وقال آخرون: بل دَهْر كلِّ قوم زمانهم، قال الله تعالى:{وَقَالُواْ مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدنيا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَآ إِلاَّ الدهر} .
وقول النبىّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم "لا تسبوا الدّهر فإِن الدّهر هو الله" وروى "فإِنَّ الله هو الدّهر" قِيل: الدّهر اسم من أَسماءِ الله تعالى. وقال الزَّمخشرى: الدّهر هو الزَّمان الطَّويل، وكانوا يعتقدون فيه أَنَّه الطَّارق بالنَّوائب، ولذلك اشتَقُّثوا من اسمه دَهَر فلاناً خَصْبٌ إِذا دهاه، وما زالوا يَشْكونه ويذُمُّونه، قال حُريثُ بن جَبَلة وقيل أَبو عُيينة المهلبى:
هو الرَّمْسُ تعفوه الأَعاصير ... والدّهر أَيَّتَمَا حالٍ دهادير