لكنَّ - مشدَّدة -: حرف، تنصب الاسم وترفع الخبر؛ {ولاكن الله سَلَّمَ} ، {ولاكن الشياطين كَفَرُواْ} ، ونظائره كثيرة جدًّا.
ومعناه الاستدراك، وهو: أَن يُثبت لما بعدها حكما مخالفا لحكم ما قبلها ولذلك لا بدّ أَن يتقدّمها كلام مناقض لما بعدها. وقيل: تارة للاستدراك، وتارة للتوكيد. وقيل: للتوكيد دائماً مثل إِنّ، ويصحب التوكيد معنى الاستدراك.
وهى بسيطة عند البصريّين. وقيل: أَصلها: لكِنْ إِنَّ / فطُرحت الهمزة للتخفيف، ونون لكِنْ للساكنين. وقيل: مركَّبة من: لا، والكاف الزائدة، ولا التشبيهيَّة، وإِنَّ، حذفت الهمزة تخفيفاً. وقد يحذف اسمها كقوله
فلو كنت ضبَيًّا عرفتَ قرابتى ... ولكنَّ زنجىٌّ عظيم المشافر
لكنْ ساكنة النون حرف ابتداء لا يعمل، خلافاً لجماعة. فإِن وَلِيَها كلام فهى حرف ابتداء لمجرد الاستدراك، وليست عاطفة. ويجوز أَن يستعمل بالواو نحو قوله تعالى:{ولاكن كَانُواْ هُمُ الظالمين} ، وبدونها نحو قول زهير
إِنّ ابنَ ورقاءَ لا تُخشى بوادره ... لكنْ وقائعه فى الحرب تنتظر
وإِن وليها مفرد فهى عاطفة بشرط أَن يتقدَّمها نفى أَو نهى، نحو: ما قام زيد لكن عمرو. وقيل: لا يستعمل مع المفرد إِلاَّ بالواو.