للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[بصيرة فى لدن ولدى]

لدُنْ ولَدَن بضم الدال وفتحها، ولَدْنَ كأَين، ولُدْنِ بضم اللام وكسر النون ولَدُ بضم الدال: ولَدَى كعلى، ست لغات. وهو ظرف زمان، وقيل: مكانىّ كعند، قال تعالى: {لِّيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِّن لَّدُنْهُ} ، وقال تعالى: {وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الباب} . وسمع لَدَى بمعنى هل.

والعِلْم اللدنِّىّ: ما يحصل للعبد بغير واسطة، بل إِلهام من الله تعالى؛ كما حصل للخضِر عليه السلام بغير واسطة موسى. قال تعالى: {آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا} إِذْ لم يكن نيلهما على يد بشر. وكان من لدنْه أَخصّ وأَقرب ممَّا عنده، ولهذا قال: {رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ واجعل لِّي مِن لَّدُنْكَ سُلْطَاناً نَّصِيراً} فالسلطان النصير الذى من لدنه سبحانه أَخصّ من الذى عنده وأَقرب. وهو نَصْره الذى أَيَّده به، والذى عنده نصره بالمؤمنين، قال تعالى: {هُوَ الذي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وبالمؤمنين} .

والعلم اللدنِّىّ ثمرة العبوديَّة والمتابعة والصدق مع الله والإِخلاص له، وبذل الجهد فى تلقِّى العلم من المشكاة النبوية المحمدية والكتاب العزيز

<<  <  ج: ص:  >  >>